مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر معاناتك وأشعر بك، ولكنني لا أحب أن تحكمي على نفسك أبدصا بأنك"فاشلة" في عقد صداقات.
لا تسجني نفسك أبدًا في هذا الحكم، فأنت في مرحلة صعبة، لابد أن تتعرفي سماتها، وزميلاتك مثلك، من مثل عمرك، ومرحلتك، كلكن تشعرن بالتخبط، والتيه، وتقلب المزاج والمشاعر وإن تصنعتن غير ذلك.
تفهمك لمرحلتك وصديقاتك مهم للغاية يا صديقتي حتى تتزن نظرتك للأمور.
العلاقات السوية يا صديقتي تتسم بالاتزان، والاستقرار، وليس هذا من سمات المراهقة، وفي الوقت نفسه تعتبر الصداقات في هذه المرحلة من أهم العلاقات في حياة المراهق وتأتي قبل العلاقة بالأهل بالنسبة للأهمية عنده، وهذه هي المعضلة.
العلاقات أيضًا يا صديقتي تحتاج إلى "بناء"، وهذا يتطلب بذل جهد، وبعد البناء"رعاية"، وهذا كله ليس سهلًا، يسيرًا.
هناك جزئية مهمة، ارجو أن تلتفي لها، وهي أن العلاقة دائمصا مع شخص "متفوق" تكون مثار قلق من الآخرين، أنت ترين الأمر عاديًا ولكن من حولك ربما يشعرون بالغيرة، أو الاستصغار لأنفسهم مقارنة بك، لذا يخافون الاقتراب ومجرد اعطاؤهم الأمان، يقربهم منك، فالبعض يا صديقتي يبني تصورات افتراضية غير حقيقية عن المتفوق/ة أنها شخصية، مغروة، متعجرفة، متعالية، إلخ، وتبيان العكس ينفي هذا التصور المغلوط.
راقبي الأمر يا صديقتي، واعملي على إزالة هذا الحاجز لو وجدته، وليكن لك واجبًا يوميًا تجربين من خلاله عرض مساعدة على زميلة لك بشرح جزئية صعبة عليها في احدى المواد الدراسية، أو تقاسم طعام معها، أو مجرد الابتسام في وجه احداهن، وهكذا، وهذا التمرين يا صديقتي سيساعدك على التحرر من سجن الأحكام على نفسك وعلى زميلاتك، وطرد المخاوف، والأفكار، المشاعر غير الحقيقية التي تقف حائلًا بينك وبين العلاقة مع زميلاتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.