الصحابي جرير بن عبدالله البجلي صحابي جليل أحد الصحابة القلاقل الذي حاز مكانة عالية لدي الرسول صلي الله عليه وسلم منذ الأيام الأولي لإسلامه حتي ان النبي فرش له رداءه لكونه كريما فقد يجمع خصالا عديدة ومناقب علي رأسها الصدق والشجاعة والإخلاص للدين الحنيف فضلا عن كونه سيد قومه في اليمن ووهي أشياء ثبتت في مواقف الجد وحازت أعجاب النبي صلي الله
الصحابي الجليل رضي الله عنه ، كان أحد رجال أهل اليمن الأشداء ، وكان يملك الكثير من الصفات الحسنة التي يجب أن يمتلكها كل مسلم ، وقد أخبر بتلك الصفات الطيبة ، رسولنا الكريم صلّ الله عليه وسلم ، واصفًا إياه بأنه جميل الوجه والمنظر ، إلى جانب شجاعته المعروفة عنه كثيرًا ، وكرمه وكرم أخلاقه الحميدة .
وذات يوم في العام التاسع الهجري قدم الصحابي الجليل إلي المدينة المنورة ، فيأحد أيام شهر رمضان المبارك ، ودخل إلي المدينة من الباب ، الذي أشار إليه النبي الكريم ، صلي الله عليه وسلم ، فرآه الناس ووجدوه كما وصفه النبي بالفعل ، وبسط له النبي الكريم رداءه ليجلس عليه ، وقال لقومه أنه إذا جاءهم كريم فلابد لهم أن يكرموه ، ثم استدار لعبدالله وحدّثه بشأن بيت ذا الخلصة وكان مركزا لأحد كبار الأصنام التي تعبد في الجاهلية ، طالبًا منه أن يخلصهم منه ، فذكر له عبدالله أنه لا يثبت أو يستقر على ظهر الخيل ، فدعا له النبي الكريم أن يثبته الله ، ويجعله هاديًا مهديًا ، فذكر عبد الله أن لم يقع من على ظهر فرس قط ، من بعدها .
وبعد دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم له انطلق عبد الله بن بجلي ، صوب دارذا الخلصة برفقة خمسين رجلاً ، من الرجال الأشداء وقاموا بإشعال النيران في الدار ، حتى أحاط بها السواد من كل جانب ، فأرسل بن بجلي إلى النبي صلّي الله عليه وسلم ، برجل يبشره بخلاصه من تلك الدار ، التي كانت مقرًا للأصنام .
وبعد أقل من عامين من اعتناق جرير الإسلام توفي الرسول صلي الله عليه وسلم وجرير في اليمن فقاتل المرتدين حتى نزل بصنعاء. وبعد تثبيت أركان الإسلام في اليمن سار جرير إلى أرض الشام والعراق مجاهداً تحت لواء المثنى بن حارثة وسعد بن أبي وقاص حيث كان على رأس قومه البجليين في معارك البويب والقادسية وجلولاء ونهاوند , وهو الذي فتح حلوان سنة 18 هـ وهمذان سنة 23هـ وفيها أصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونور لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله.
مناقب الصحابي الجليل جرير بن عبدالله كانت متعددة ومن بينها الصدق والأمانة أيضًا ، إلى جانب شجاعته وإقدامه وأنه لا يخش في الحق لومة لائم وهي صفات ظهرت بشكل واضح عندما أرسل ، الفاروق عمر بن الخطاب ذات يوم ،له ليخرج برفقة عدد من الرجال الأشداء ، لملاقاة الفرس في مقابل الحصول على ربع ما يغتنمونه ، من معركتهم مع أعدائهم فاستجاب لأمر أمير المؤمنين من فوره .
الفرس وإزاء هزائمه من المتتالية من المسلمين أخذوا هذه المرة الاحتياطات والإجراءات الاحترازية التي تمنع استمرار الهزائم أمام من معاركهم السابقة مع المسلمين ، فجمعوا جموعهم وحفروا خندقًا في مكان يدعى جلولاء ، فخرج عليهم المسلمون في جمع غفير من الأبطال ، من جنود وفرسان المسلمين من الرجال الأشداء ، من المهاجرين والأنصار وانطلقوا في مواجهة الفرس فهزموهم ، وانتصروا عليهم ولاذ بقيتهم بالفرار من أمام سيوف المسلمين ، بينما قتل الكثيرون منهم على أيدي المسلمين ، وكان من أبرز الهاربين منهم ، هو قائدهم مهران الذي لحق به أحد جنود المسلمين ، وهاجمه وقتله .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاوعقب تحقق النصر علي الفرس شرع المسلمون ا بجمع الغنائم ، فأخبرهم عبدالله البجلي أن له ورجاله ربع الغنيمة ، فتوقف القائد عن توزيع الغنائم وأرسل كتابًا إلى عمر بن الخطاب ، سأله فيه عن صحة قول بن البجلي ، فأرسل له عمر ، وأخبره أن بن البجلي صادق ، وأنه إذا كان قد قاتل في سبيل الغنيمة فليعطها له ، وأما إذا كان قد قاتل هو ورجاله ، من أجل القتال فقط ، فليعطه ما تم الاتفاق عليه ، وأم إن قاتل من أجل الله ورسوله ، فله نصيب مثل المسلمين ، وعندما علم بن البجلي بكتاب عمر ، قال أن أمير المؤمنين قد صدق ، وأنه لا يرغب بالغنيمة في مقابل الحصول على الجنة
وبعد وفاة سيدنا عمر سكن جرير الكوفة وأبتنى فيها داراً, ثم ولاه سيدنا عثمان على همذان وبقي فيها إلى أن استدعاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأرسله سفيراً إلى معاوية ليدعوه إلى الدخول في الطاعة.. ثم اعتزل جرير الفتنة بين علي ومعاوية وارتحل بأهله إلى "قرقيسيا" على نهر الفرات حيث بقي فيها حتى توفاه الله سنة 51هـ