مرحبًا بك يا عزيزتي..
أسفت لما أصابك، ولوجودك في علاقة زوجية بها اساءات، هي علاقة زوجية مشوهة، سامة.
أما صمتك يا عزيزتي، فلست وحدك، إذ أن صمت النساء من المعتقدات السلبية المترسخة في مجتمعنا، بل إنها تلقى قبولًا ومديحًا واستحسانًا.
تلقن النساء خطأ أن الصمت، والنطق بنعم وحاضر، هو المطلوب، ويتم الخلط في الوعي أن هذا مطلوب على الدوام حتى وقت الاساءة.
وبالطبع هذا ليس صحيحًا، بل تشويه للشخصية، وايذاء للنفس.
عدم قبول الاساءة واجب، وتقدير الذات واجب، ورفض الأذى واجب، تجاه أي شخص، وفي كل وقت.
عدم قبول الاساءة لا يتعارض مع كون المرأة مؤدبة وتربت في بيت مسالم، مؤدب، حسن الخلق.
لذا يكون متوقعًا أن يكون رد فعل المرأة تجاه زوجها إذا ما قام بإهانتها، بالصمت، واستكمال الحياة بشكل طبيعي، والغضب الصامت الذي يتحول بمرور الوقت، وتكرار الاهانات ورد الفعل نفسه إلى أمراض تصيب جسدها نتيجة عدم القدرة علي التعبير، والقهر المستمر، وعدم استطاعتها مشاركة شخص مناسب، لما تتعرض له من عنف اسري.
عزيزتي..
العنف الأسري يزداد تجاه من تصمت، فصمتها يعني القبول، أو الاستحقاق، أو قلة الحيلة والضعف والعجز.
ومن يمارس العنف بهذا الشكل الذي ذكرت سواء كان زوجك، أو أي شخص آخر تجاه امرأة في أسرته هو شخص غير متزن، وغير سوي نفسيًا.
وتعرض المرأة لتربية خاطئة، واربتاطها بشخص تبين عدم اتزانه، وسوء خلقه، لا يبرر الصمت، ولا يعني الاستسلام له كسلوك سلبي ضار للغاية.
أن معنى "عيب تردي على زوجك"، لا يعني أن تستلمي، لا تردي بالشتم على الشتم، ولا الضرب بالضرب، ولكن أيضًا لا توافقي، وترضي، وتسكتي، لابد من التعبير بالكلام عن الرفض، التعبير بعدم القبول برفض التعامل، التعبير باللجؤ لسند ودعم، سواء من داخل عائلتك أو خارجها، التعبير عن الرفض بالتهديد بالطلاق، نعم، لابد من التصعيد لوقف المهزلة.
أنت تستحقين حياة كريمة، وهي لا تعني سعة اقتصادية بقدر ما تعني معاملة حسنة، انسانية، خلوقة، فهذا هو الشرع، والدين، والخلق، وما يرضاه الله ورسوله.
أنت تستحقين علاقة زوجية سوية، بها احترام، وتقدير.
الحل بيديك..
قوي نفسك، وتحرري من خوفك، واستعيني بالله، وفكري فيما سبق جيدًا، ونفذي بذكاء وحكمة، فأنت أدرى بظروفك، وواقعك، والمهم ألا تقبلي الأذى، وتصمتي مرة أخرى، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟