مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك، وأتفهم حقك في الاستقلال عن الأهل، فهو من مراحل النمو والنضج النفسي.
ولكن أرجو أن يكون لديك، ادراك، وفهم لمعنى "الاستقلال".
فمن حقك الاستقلال بمعنى أن يكون لك رأيك، وأن يتم احترامه على الرغم من اختلافه عن آراء من حولك، وأن تشعري بوجودك، وكيانك، وأن يكون لك حدود لا تسمحي لأحد بتخطيها والتسبب لك بأي أذى نفسي، أو جسدي، وأن يكون لك عمل ومال خاص، وتكون لك حرية التصرف في هذا المال، وحرية الحركة، واختيار الأصدقاء، وتكوين صداقاتك وعلاقات، وعالم خاص بك.
وهذا كله ممكن أن يحدث وأنت في بيت أهلك.
فهل أهلك لا يسمحون لك بهذا الاستقلال وأنت معهم؟
هل هناك علاقات تتسم بالسيطرة والتحكم وإلغاء كيانك وشخصيتك داخل البيت؟
هل هناك تخطي لحدود والتسبب في الأذى النفسي أو الجسدي لك؟
وهل تودين الاستقلال يا صديقتي أم الهرب والاستغناء؟
ولو كان هربًا واستغناءً، فلم؟
كل هذه الأسئلة تحتاج منك يا صديقتي إلى إجابات، صادقة.
من المهم أن تتنبهي إلى أهمية الآخرين في حياتك، ووجودك، سواء كانوا أهل، أو غيرهم، وضرورة وجود "علاقة "معهم، وتعلم كيفية ادارة هذه العلاقة حتى تكون صحية غير مؤذية لك، وهذه كلها مهارات مهمة ومن السهل تعلمها واكتسابها.
أرجو أن تفرقي جيدًا يا صديقتي بين "الاستقلال" و"الاستغناء".
الأول حقك، ومهم، ونافع، والثاني سيء وضار وغير مطلوب بالمرة مهما كان الوضع.
صديقتي..
تستقيم الحياة بالاستقلال لا الاستغناء.
تتسقين مع ذاتك وتحصلين على الاتزان النفسي بالاستقلال لا الاستغلال.
لذا، لابد أن تعيدي التفكير في الأمر، وتكاشفي نفسك، حتى يستبين لك الطريق الصواب، الأصلح لك، والأنسب.
نصيحتي لك أن "تستقلي" في بيت أهلك، بمفهوم الاستقلال الذي ذكرت لك، وأن تتعلمي كيف تتغلبين على الصعوبات التي تواجه استقلالك في هذا البيت، وكيف تديرين العلاقات مع من في البيت، بذكاء، وحكمة، فهذا كله ممكن.
صديقتي..
لكل وضع ضريبة، فلا تنعزلي وتستغني عن أهلك، واستقلي وأنت معهم.
ولو عجزت عن تنفيذ هذا بمفردك، فالمرشد أو المعالج النفسي، خير ما يعاونك على إنفاذ الأمر.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟