الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك، وأتفهم ما تعانيه، ولكن الاعتراف بالخطأ هو بداية الحل.
نعم، فنحن نفقد أنفسنا كما ذكرت في رسالتك، في مثل حالتك، نفقدها باسم الحب، والزواج، والتضحية والتحمل، وأنت فعلت منذ الخطوبة.
ليس هكذا تورد الإبل يا صديقتي.
فلبس دور المنقذ من أكثر الأدوار تشويهًا للشخصية وللعلاقات، فلا أحد ينقذ أحد، ولا أحد يعالج أحد سوى المتخصص وبطلب من المريض، وإرادة للعلاج والتعافي.
زوجك مدمن، أي مريض يحتاج لطبيب نفسي معالج للإدمان، وليس محتاجًا لزوجة تعالجه، ولا صديق، ولا اب ولا أم.
لست مطالبة للشعور بالذنب لأنه ترك عمله ومرض، فهو مسئول عن أفعاله، ولست أنت، مسئول عن الادمان، وما يتلوه من آثار جانبية ضارة.
شعورك أنك أضررت به بتركك البيت والشجار معه، شعور مزيف، خاطئ، فالمدمن هو من يضر بنفسه ومن يحيطون به.
ولأن كل مسئول عن أفعاله، فأنت مسئولة عن قبولك إكمال العلاقة، وهو مدمن، سابقًا، والآن مسئولة عن اتخاذ قرار بالعودة للعلاقة من عدمه بشرط مهم لا غنى عنه وهو خضوعه للعلاج، وليس أي شيء آخر.
المدمن يا صديقتي لن يقلع وحده بدون مساعدة متخصصة، مهما وعد، وحاول، سيعود، وسيكذب على نفسه ومن وعدهم، وهو ما حدث معك، وسيظل يحدث عبر دائرة مفرغة لن تنتهي.
المدمن لا يستطيع إقامة علاقات سوية، خاصة تلك العلاقات القريبة لأنه مكشوف فيها تمامًا ومتعري، فهو غير متزن، وغير مستقر نفسيًا، لما للإدمان من آثار سلبية جمة على الجهاز النفسي، والعصبي، ووظائف العقل والإدراك، كما تتضر بعض اجهزة الجسم أيضًا وتتدهور صحيًا، وتبدأ في الظهور بمرور الوقت، وتقدم السن.لذا، الحسم هو بخضوعه بالفعل للعلاج، وبحماية نفسك من أي أذى نفسي، فنفسك مسئوليتك، لن يحميها سواك، ولن يوقف نزيف الشعور بفقد الذات غيرك، والعودة للعلاقة الزوجية معه بعد التأكد عبر الطبيب أنه تعافى وأصبح قادرًا على عمل علاقة زوجية صحية وسوية، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الثقة المتبادلة.. كلمة السر في نجاح الحياة الزوجية وهذه وسائل التواصل الصحيحاقرأ أيضا:
لمن يقدم على الزواج.. اختار من يدعمك في أزماتك لا من يزيد ضعفك