كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقا في الجاهلية والإسلام، وكان صلى الله عليه وسلم ترغب فيه سيدات قريش والعرب من جميل أخلاقه، وهناك سيدات كريمات خطبهن النبي الكريم ولكن لم يقدر لهن أن يكن من أزواجه الكريمات، ومنهن:
أم هانئ:
فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب خطبها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من عمه أبي طالب، وخطبها هبيرة بن عمرو المخزومي فزوجها أبو طالب هبيرة فعاتبه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .
فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إنا قد صاهرنا إليهم، والكريم يكافئ الكريم.
وقد فرق الإسلام بين أم هانئ وهبيرة فخطبها النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالت: كنت أحبك في الجاهلية فكيف في الإسلام؟
وقالت أيضا: وإني امرأة معي صبيان فأكره أن يؤذوك فقال: خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولده في صغره.
وعن أم هانئ قالت: خطبني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقلت: ما لي عنك رغبة يا رسول الله ولكني لا أحب أن أتزوج وبني صغار- فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على طفل في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاسودة القرشية:
قال ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما-: أراد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يتزوج سودة القرشية، فقالت له: إنك أحب البرية إليّ، وإن لي صبية أكره أن يظهروا صوتا ويصيحوا عند رأسك بكرة وعشية.
فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه لبعل في ذات يده.
ضُبَاعة بنت عامر صعصعة:
أسلمت قديما- رضي الله تعالى عنها- بمكة بعد عرض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نفسه الكريمة على بني عامر، وهاجرت.
وكانت من أجمل نساء العرب، وأعظمهن خلقا، وكانت إذا جلست أقدت من الأرض شيئا كثيرا، وكانت تغطي جسدها مع عظمه بشعرها وكانت تحت هوذة، بن علي الحنفي- ملك اليمامة-، فمات عنها، فتزوجها عبد الله بن جدعان فلم يلق بخاطرها، فسألته طلاقها، ففعل، فتزوجها هشام بن المغيرة، فولدت له سلمة، وكان من خيار عباد الله.
فلما هاجرت خطبها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى ابنها فقال: يا رسول الله، ما أعنك مدفع فأستأمرها، قال: نعم فأتاها فأخبرها. فقالت: إنا لله وفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يستأمرني، ارجع إليه، فقل له: نعم.
قيل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- في ذهاب ابنها إليها: إن ضباعة ليست كما تعهد، قد كثرت غضون وجهها وسقطت أسنانها من فيها، فلما رجع سلمة وأخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بما قالت: فسكت عنه.