أخبار

قلبك محتاج إلى السكينة والهدوء.. ابحث عنهما في هذا الطريق

هل كل شيء في حياتنا "قسمة ونصيب"؟

ماذا قال القرآن ردًا على من يزعم علم النبي بموعد قيام الساعة؟ (الشعراوي يجيب)

10 مفاتيح للفرج تخلصك من كل كرب وضيق وتفتح لك أبواب الخير واليسر

كيف أختار الصحبة الصالحة؟ .. د. عمرو خالد يجيب

كم لله من عبد صالح لا تعرفه.. حكايات مبكية

كيف تعالج نفسك من السحر بالقرآن الكريم؟

يبنون المساجد والمدارس ويكتبون عليها أسماءهم.. احرص على إخلاصك في العمل

أودع زوجي والدته دارًا للمسنين نزولًا على رغبتها ثم غضبت عليه.. ما العمل؟

صلاة تحرمك على النار وأخرى تنال بها الرحمة

خطبة الجمعة غدًا: الزكاة فريضة دينية تحقق استقرار المجتمعات

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 14 يناير 2021 - 06:00 م

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ولا يكمل إسلام المرء إن ووجبت عليه ولم يخرجه فهي إذا تحتل الزكاة في الإسلام مكانة رفيعة ومنزلة سامية ومرتبة متقدمة وشعيرة من شعائره الدينية الكبرى.

الزكاة ركن من أركان الإسلام:

وقد ثبتت مشروعية الزكاة وأنها ركن من أركان الإسلام الثابتة في حديث ابن عمر المشهور: "بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقامِ الصَّلاَةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ"، وقد ذكرت الزكاة في القرآن الكريم ثلاثين مرّة، في سبع وعشرين منها مقرونة بالصّلاة، من أجل أن تكون لها نفس أهمية الصّلاة، ولئلاّ يُضيّعها النّاس ويفرّطوا فيها، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].

وتشكّل الزكاة أهم دعامة من دعائم الإسلام الاقتصادية الكبرى، كما أنّها تُكَوِّن موردًا من موارد المالية الّتي لا تنضب على مَرِّ السنين، ووسيلة من وسائله الناجحة لتحقيق التّضامن الاجتماعي والتّكافل الإجباري بين أفراده، ورحمة من رحماته تعالى إلى عباده المؤمنين، فالمجتمع الّذي يقوم بأداء الزّكاة مجتمع يُبارِكُه الله عزّ وجلّ وتشملهم رحمته. قال تعالى:

- ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].

منزلتها في الإسلام:

وقد عد الله المؤدِّين لها بالفلاح والثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، في سورة المؤمنون: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ  (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ"، وقد توعّد المانعين بأشدّ أنواع العقاب، قال تعالى: "الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ" ويترتب رتَّب عليها آثارًا اجتماعية كبيرة، من عطف ورحمة ومحبّة ومودّة وإخاء وتعاوُن وتآلف بين أفراد المجتمع المسلم..

الزكاة تبني المجتمعات وتشيع الاستقرار:

ولا ينبغي أن يهمل دور الزكاة كفريضة اجتماعية تعود آثارها على المجتمع كله فالمسلم وهو يُخرِج زكاة ماله طواعية، يشعر بأنّه يُسَاهم في بناء المجتمع، ويعمل على إسعاد أفراده لأنّه ساهَم في ضمان عوامل استقراره، وأنّ هذا المجتمع يستفيد من وجوده. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رجلاً جاء إلى النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقال يا رسول الله، أيُّ النّاس أحبّ إلى الله؟ وأيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أحبّ النّاس إلى الله تعالى أنفعُهُم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ سرور يُدخله على مسلم، أو يكشف عنه كُربَة، أو يقضي عنه دَيْنًا، أو يطرد عنه جوعًا.

لقد سدَّ الله بالزّكاة جوانب عديدة في المجتمع، فاليتيم الّذي لا أهل له ولا مال له، والفقير الّذي لا يجد له ولا لأسرته ما يَسُد حاجتهم، والمدين الّذي أثقلت كاهله الديون، كلّ هؤلاء ينتظرون من الأغنياء أن يعطوهم من مال الله الّذي آتاهم، قال تعالى:- ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم﴾ [الذاريات: 19]

ولا يخفى على كلّ ذي عقل أنّ مبدأ الزّكاة حين طُبّق في العصور الإسلامية السّالفة، نجح في محاربة الفقر وأقام التّكافل الاجتماعي، ونزع من القلوب حقد الفقراء على الأغنياء، وقَلّل كثيرًا من الجرائم الخلقية والاجتماعية، وذلك بإزالة أسبابها من الفقر والحاجة، وعوَّد المؤمنين البذل والعطاء والسّخاء، وهيَّأ سبل العمل لمَن لا يجد العمل.


الكلمات المفتاحية

الزكاة تبني المجتمعات وتشيع الاستقرار منزلتها في الإسلام: الزكاة ركن من أركان الإسلام خطبة الجمعة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ولا يكمل إسلام المرء إن ووجبت عليه ولم يخرجه فهي إذا تحتل الزكاة في الإسلام مكانة رفيعة ومنزلة سامية ومرتبة مت