ورد سؤال إلى موقع amrkhaled.net من امرأة تعترف فيها بإدمانها لضرب زوجها لها، بعدما تعودت على إهانته لها وضربه لها باستمرار، نتيجة لجوئه لهذه العادة كلما صارت أي مشكلة بينهما، موضحة أنها في بداية الأمر كانت تعترض بشدة على سلوكه العنيف، ولكنها مع مرور الوقت "جتتها نحست"، وفق تعبيرها، وأصبحت تظهر له أن ضربه لها لم يعد يجد نفعا معها، ولإظهار العناد معه أصبحت تطلب منه أن يضربها على سبيل مكايدته، وإظهار خطأ ما يفعله وعدم جدواه، حتى أدمنت ضربه لها وأصبحت تتلذذ به، حتى أنها ومع معرفتها بأن بعض النساء يحببن ضربهن وإهانتهن في العلاقة الجنسية، وجدت نفسها مع مرور الوقت تلجأ لهذا وتتلذذ به في العلاقة الحميمية، فماذا تفعل؟ وهل هذا محرم عليها، علما بأنها لم تقصد هذا، وكان ذلك من أجل إظهار عدم جدواه لزوجها ومكايدته فقط، إلا أنها أدمنته؟.

اقرأ أيضا:

حتى لا تعيش دور الضحية.. كيف تتجاوز الخذلان وتقف مجددًا على قدميك؟

ننصح الأخت الكريمة، بالذهاب إلى طبيب نفسي، لتشخيص دقيق لحالتها، لكن الذي يتفق عليه العقلاء أن هذه الأعمال لو صدرت من مكلف، فهي لا تجوز ومحرمة شرعًا؛ لِما فيها من الإضرار بالنفس والإضرار بالآخرين.

وأما حال مَن ذكرتِ في السؤال، فالذي يظهر أنها حالة مرضية اجتمع فيها أكثر من مرض نفسي، لذلك فنصيحتها بالآتي: أولًا: ما وقع عليها ابتلاءٌ، والابتلاء لا يقدر على رفْعه إلا الله سبحانه وتعالى، فلتلزم التوبة والاستغفار، والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، والتضرع والانطراح بين يديه، وتُكثِر من الدعاء والذكر، فإنه يطرد الشياطين التي تجلب لها مثل هذه الوساوس، وتطمئن به القلوب، ولتتصدق ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا، فإن الصدقة ترفع البلاء بإذن الله.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "للصدقة تأثيرٌ عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمرٌ معلوم عند الناس، خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلُّهم مُقِرُّون به؛ لأنهم قد جرَّبوه".

ثانيًا: أنصح صاحبة الحالة بمراجعة طبيب نفسي مشهود له بالخير؛ ليساعدها في حل هذه المشكلة؛ حتى لا تتطور معها الحالة، وتصل إلى ما لا تُحمَد عقباه.