مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن وصولك للتفكير في الطلاق يعني شعورك باستحالة الحياة مع هذا الزوج.
ما تعيشينه هي علاقة زوجية "إسمًا"، مسمومة واقعًا!
لا أدري هل دار بينكما حوار، ونقاش، حول هذا الوضع غير الطبيعي لكما كشريكين في حياة زوجية، وعلاقة مقدسة، أم لا.
لابد من الحوار أولًا يا عزيزتي، ومعرفة أسباب ما طرأ عليه من تغييرات، ومعرفة سبب موقفه من الإنجاب، إذ أنه حق شرعه الله لكل منكم، وليس من حق طرف حرمان الآخر منه.
ما أراه ألا تطلبي الطلاق إلا بعد التأكد من حقيقة مشاعرك تجاه زوجك، ومشاعره أيضًا تجاهك، وتجاه العلاقة، بعد أن يدور بينكما حوار ونقاش، لاستيضاح الموقف وعدم تركه للتخمين.
أما عملك، وسيارتك، إلخ، فهذا هو أحد أخطائك يا عزيزتي، لابد أن تعترفي بذا بينك وبين نفسك، فما حدث ويحدث أن بعض الأشخاص من نشعر تجاههم بالقبول للزواج، يضعون لتمام هذا القبول إحداث تغييرات لا تعجبهم، كشروط، أو يقبلون معولين على قدرتهم على تغيير الشريك بعد الزواج بأي وسيلة، ولو كانت الإجبار أو التهديد، بينما الصحيح أن يقبلوننا كما نحن، لأن انصياعنا وقيامنا بهذه التغييرات الإرضائية سيظل ينغص عيشنا، ويكدر أنفسنا، تمامًا كمن يرتدي حذاءً ليس على مقاسه لإرضاء آخرين، أو يتنازل عن حذائه المريح الذي يحبه، فيبقى بلا حذاء!
أنت بحاجة إلى تقدير ذاتك، وقدر كبير من الشجاعة، وأظنك قريبة منها، فليس سهلًا على فتاة أن تغترب، وأنت فعلتها، وهو ما أعتقد أنه جعل شخصيتك قوية، وصلبة، إلى حد كبير، لذا أنت بحاجة لاسترجاع هذه "الصلابة"، و"الشجاعة" لانقاذ نفسك، بالعودة من جديد لعملك، خاصة لو تبين من خلال النقاش أن الاستحالة حقيقية لاستكمال هذه الحياة، وعودى للتواصل مع زميلات عملك السابق، ومعارفك السابقين من تربطك بهم علاقات جيدة قبل سنوات زواجك، لابد من العودة إلى مصادر قوتك يا عزيزتي، وإعادة مناقشة الأمر مع زوجك، وإخباره بتراجعك عن الموافقة على ترك العمل.
لا تسمحي للمخاوف أن تبقيك في غيابات جب ظلم النفس، لا تخافي الغربة، فأنت لم تخشيها وأنت فتاة، صغيرة السن، مغادرة لبلدك، وأهلك، قليلة الخبرة بالحياة وصعوباتها، وتحدياتها، وربما منعدمة الدربة على مواجهة هذا كله، وفي بداية مشوارك المهني، فلم تخشينها الآن؟!
تشجعي ولا تضيعي عمرك، وتهدري وقتك، وتكملي استنزاف مشاعرك، وتعطيل قواك يا عزيزتي، وتكثير خسائرك، فنفسك تستحق من يقدرها، ويحترمها، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها