بالتأكيد يا عزيزتي فات وقت المعاتبة على عدم الحرص على خصوصياتك وزوجك، فمن الخطورة بمكان أن يري الأبناء مثل ذلك المشهد، إنه مما يعلق بالذاكرة ولا يمحى، ولكن هذا ليس أوان العتب، فما هو ممكن الآن هو الإصلاح ما أمكن.
والآن، واجب الوقت هو تجنيب البنت الآثار الجانبية لما حدث، وفي هذا الصدد لابد من الحزم، ومنحها مشاعر الأمان، والإستقرار، والحب بالوقت نفسه، من الصحيح أن لا يتم التركيز على الموضوع، حتى لا يتم التعزيز للمشهد والصورة، وأيضا لا ينبغي الإنكار لأنها شاهدت وقضي الأمر، والإنكار يعني أنه تهمة وهو ليس كذلك.
اشغلاها عن تفكيرها في ذلك الأمرِ حتى تنساه، لا تناقشاها فيه، ولا تحاوراها حوله، اشغليها بقراءة قصص، مشاهدة فيلم كارتون، علميها أدعية، حفزيها لقراءة السور القصيرة ، كل ذلك قبل النوم، مع اغراقها في الحب والحنان حتى تستغرق في النوم.
إن أفلحت في ذلك معها واستقام أمرها فبها ونعمت، وإلا فيمكنك اللجوء لإستشاري نفسي حتى يمكن علاج الأمر مبكرا، وعدم تأثيره عليها مستقبلا.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟رأي العلم
فقد سُئل الدكتور ريتشارد هورويتز، مدرب علوم التربية، عن التصرف الصحيح الذي يجب أن يقوم به الأبوان في حالة شاهدهما الطفل في موقف حميم.
وأجاب المدرب بنصائح مهمة تساعد على تخطي الموقف:
1-تجنبا رد الفعل المفعم بالمشاعر السلبية
ينتقل الجنس عبر الأجيال بالصدفة، وعدد قليل منهم يحظى بالمعلومة عن الجنس كعلم وحق، لذا نتزوج وننجب ونحن نتعامل مع هذه العلاقة التي يكمن فيها سر الحياة، باعتبارها أمرا مشينا أخلاقياً، ومن هنا تأتي المشاعر السلبية عندما يوضع الأبوان في هذا الموقف، لذا أكد «هورويتز» على ضرورة عدم الانفعال.
2- لا تتجاهلا الموقف
عادة ما يختار الأبوان طريقة التجاهل، ظناً أنها الطريقة الأسلم، ولكنهما لا يدركان أن التجاهل يخلق تساؤلات وتصورات أكبر من حجم الموقف الطبيعي.
3- الطفل ليس بحاجة للاعتذار
لا تشعر طفلك أنه مخطئ وتركز فقط على حجم الخطأ، بينما فكر أنك أنت المخطئ الحقيقي، ليس لممارسة حق من حقوق الحياة، بينما لعدم أخذ الاحتياطيات اللازمة حتى لا يتعرض الطفل لمشهد ربما يكون مؤلما بالنسبة له.
4- أبعِد عن ذهن طفلك فكرة الأذى البدني
أول ما يتبادر إلى ذهن الطفل عندما يرى أبويه في هذا المشهد هو أن هناك طرفًا يسبب أذى بدنيا للآخر، وهنا على الأبوين أن يمحوا هذه الفكرة تماماً، من خلال أن تبدأ حديثك مع الطفل بكلمات تبعد فكرة الأذى البدني عن ذهنه تماماً، مثل نحن لا نتشاجر، أنا لا أوذي والدتك.
5- لا تخُض في تفاصيل جنسية
طفلك ما زال صغيراً، فلا داعِيَ لتحدثه عن أمور جنسية أو تفاصيل لن تنفعه في شيء في هذا العمر، بينما اكتفِ بأن تؤكد له أن هذه الطريقة الهدف منها هو التعبير عن الحب بين المتزوجين فقط، وعليك أن تؤكد على أنها حق للمتزوجين وغير مسموح بها للأطفال على الإطلاق، دعه يفكر أنكما تعبرا عن الحب، وأن ما شاهده أمر يخص البالغين فقط.
6- كلمات قصيرة وعطوفة
اختر أقل كلمات، ولا تخُض في حديث لا داعِيَ له. حاول أن تكون الألفاظ عطوفة وتشعره بالحب، ولا تذهب في طريق اللوم أو أنه طفل سيئ اخترق خصوصية والديه، بهذه الطريقة سيمر الأمر بسهولة.
اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟