عزيزي المسلم، ربما يكون رد فعل الناس معك على أمر ما حدث، قد (ضايقك) أو أذاك نفسيًا.. لكن هنا توقف، إياك أن يؤذيك هذا الموقف من نفسك، أو تشعر بالحرج من نفسك، فمن البديهي أن تحزن أو تغضب أو تتأذى نفسيًا من تصرف البعض وردة فعلهم.. لكن إياك أن تخجل من نفسك أو أن يوصلك رد فعلهم للضيق من نفسك.. أوتدري لماذا؟.. لأن رد فعلهم هو الغريب عنك، بينما أن تصرفت بشكل عادي يعكس طبيعتك.. صدقًا الأمر يفرق كثيرًا حينما تكون مدركًا بشكل جيد ما الذي (يضايقك).
فقد يكون كلام الناس غير ضار في كثر من الأحيان، خصوصًا لمن اكتسب ثقة كبيرة في نفسه، بينما من أكثر المشاعر التي توجع وتؤلم جدًا، حينما يأتيك شعور ما بأنك (قللت من نفسك ).. فإنما هذا الأمر يوجع أكثر مما يفعله أي إنسان بك.. وللأسف كثيرًا ما نتهم أنفسنا بهذا الأمر رغم أننا لم نفعله.
معالجة الأمر
لكن كيف تعالج الأمر، وكيف تستطيع عدم الوقوع في مأزق (الإقلال من نفسك).. بداية إياك أن تقيم نفسك بناءً على ردود أفعال الناس .. وليس على تقييم حقيقي لفعلك .. لأن الحقيقة ليست هكذا أبدًا.. فطالما كان فعلك (سوي ومنطقي) ولا يخالف شريعة الله عز وجل، فما الذي يحزنك أو يغضبك.. فإذا كان كذلك لا يشغلك أبدًا ردة فعلهم مهما كانت، فقط تتوقف وتحاسب نفسك إذا كان فعلك مخالف لطبيعة البشر أو فعل غير سوي أو يخالف شرع الله، وحينها أيضًا لا تقلل من نفسك وإنما راجع نفسك وحاسبها، وعد عما فعلت.. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم واجه ما لا يمكن أن يتحمله بشر، كانوا يسبونه ويلقون عليه (القذارة)، لكنه أبدًا لم يقلل من نفسه يومًا، بل زادت الثقة في نفسه، وأصر على أن ما يفعله إنما هو الحق، فتمسك به حتى نصره الله عز وجل عليهم أجمعين.
أساليب الناس
ردود فعل الناس لا يمكن أبدًا أن تكون في مسارك أو توافق طباعك، هكذا حال الناس، وجميعنا يعرف قصة جحا والحمار، في الأول ركب هو ومشي ابنه بجواره، فلامه الناس، فنزل وركب ابنه ومشي هو، فلام الناس الابن، فركبا هما الاثنين، فلامه الناس على عدم رحمته بالحمار، فكانت النهاية أن حمل هو الحمار على كتفه.
إذن إرضاء كل الناس على أمر ما من المستحيل، بينما إرضاء الله سهل طالما تعرف جيدًا ما الذي يرضيه، وبالتأكيد كل الناس تعرف الصواب من الخطأ، فالحرام بين والحلال بين، لكن علينا أن نتقي الشبهات… إذن لو علمت ذلك جيدًا فإن رد فعل الناس لن يكون سوى مجرد تنويه لك ولتعاملاتك معهم، ولن يكون أبدًا سببًا لغضبك أو حزنك أو أذى نفسك.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟