الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
مؤسف تطور الأحداث هكذا.
أما الطلاق فهو آخر ما يمكنك التفكير فيه يا عزيزتي، لأسباب منطقية للغاية، أولها أنك في حالة "غضب"، وثانيها أنك قد وضعت البيض كله في سلة زوجك!
من أسوأ ما يمكن أن يفعله المرء بنفسه أن يتخذ قرارات حال غضبه، خاصة لو كانت مصيرية كقرار الطلاق، لابد أن تهدأي، ويذهب عنك الغضب، وتتزن مشاعرك، وتبدأين في التفكير بعقلانية، ورشد، على الرغم من مرارة ما حدث.
أتفهم ما تكابدينه من ألم، وهو حقك، وما كنت أحب أن تتطور الأحداث وتصل لهذا الحساب الوهمي على فيس بوك، ما تسبب عن سقوط أشلاء أخرى، وليس أنت وحدك.
لاشك أن ابنتك تحتاج إلى التعافي من آثار هذه الصدمة، وكذلك ابنك، وأنت!
فالأمر لم يعد قاصرًا على أب غاضب، يبدو أنه يعاني من ضغوط نفسية ما فيتصرف بشكل غير مسئول، ويهمل أسرته، ولا يلقي اعتبارًا لعلاقته بهم، بل تطور إلى أب مستهتر، خائن، متلبسًا بفعل لا أخلاقي !
من المهم أن يتعلم الأولاد أنهم ليسوا أوصياء على والديهم!
وليس من حقهم مراقبتهم، ولا محاسبتهم!
نعم، على الرغم من كل ما حدث، لابد أن يعلموا هذه القاعدة، وأن دائرة اهتمامهم هو العلاقة الوالدية وفقط، سواء كانت مع الأم أو الأب.
لابد أن يتعلم الأولاد عن حقوقهم، وحدودها، واحتياجاتهم المادية والنفسية وكيف يطلبونها، وألا يتنازلوا عنها، وهو ما يجب عليك أنت أيضًا.
اطلبي يا عزيزتي من رجال عائلتك معاونتك على حزم أمتعتك، وأمتعة أولادك، وكل متاع بيتك، والإنتقال لبيتكم الجديد، فهذا حقك، وحق أولادك، وهو ما يجب التركيز عليه الآن.
ضعي زوجك أمام الأمر الواقع، فلا يصح إلا الصحيح!
تشبثي بحقوقك ولا تتركيها، ولا تتهاوني، ولا تتنازلي، أو تستسلمي.
بعدها، ربما يحدث الله بعد أمر شيئًا.
استقري في بيتك الجديد مع أولادك أولًا، ثم ناقشي زوجك وتحاوري معه حول علاقتكما الزوجية، إذ لابد من سماعه، ومعرفة أسباب عدم حرصه على سواء العلاقة، ومودتها، ورحمتها، فإن كان ثمة مشكلات متراكمة، فمن المحبب أن تذهبا لحلها معًا لمستشار/ة في العلاقات الزوجية، فلكل مشكلة يا عزيزتي حل، فلا تعجزي، واستعيني بالله، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.