عمري 33 سنة، طبيبة ناجحة جدًا، متفوقة منذ الصغر، وجميلة، ومن وسط اجتماعي فوق المتوسط، ووالدي كان يعمل بمهنة مرموقة، وهو أحد أهم من يشجعني ويحفزني على النجاح وهذه هي المشكلة!
نعم، فأنا لا ألبث أنتهي من الحصول على نجاح، ودرجة علمية، حتى أجده يشجعني على صعود السلمة التي تليها، غير عابئ بأنني كبرت وأريد أن أتزوج مثل بقية البنات في عائلتنا، ومن صديقاتي.
كلما تقدم لي عريس يراه أقل مني، وغير مناسب.
أنا تعبت، أريد الزواج، وكرهت مهنتي، ونجاحي، وأشعر أن السنوات ستسرقني بدون شريك حياة، ولن أحصل على هنائتي، واستقراري، بسبب والدي، ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
لم أستطيع تفهم دور والدك وأنت بالغة، راشدة، طبيبة، ناجحة، في عدم زواجك حتى الآن!
أنت يا عزيزتي لك رأي، وشخصية مستقلة، وكيان، ومن حقك اختيار ا
لشريك المناسب، والأخذ بأسباب الحصول عليه بدون أي وصاية من والدك.
أنت بحاجة ماسة للنظر للحياة بما يتوافق ودرجة تعلمك ووصولك لأرقى الدرجات العلمية على جد قولك، فأنا يا عزيزتي لم أشعر بفارق كبير بين طريقة تفكيرك وأنت الطبيبة الناجحة ، المثقفة، وأخرى لم تحصل سوى على درجة تعليم متوسط أو أقل.
فمن قال أن الزواج هو كل الحياة، ومعنى الاستقرار، والهناء، وأنه في حد ذاته "هدف"؟
الزواج ليس هدفًا وإنما وسيلة من وسائل الحصول على اشباع الاحتياجات النفسية والجسدية، أما الأساس فهو إقامة علاقة صحية مع النفس أولًا، فهل أنت منتبهة لهذا؟!
هذا النجاح، وهذه المهنة، يا عزيزتي، من أسباب الحصول على شريك مناسب، فلم تهملين هذا الجانب، ولا تنظرين إليها هذه النظرة الايجابية، وترينها أحد أسباب عدم الزواج، فتكرهينها؟!
لا أعرف إن والدك بالفعل لا يريد لك الزواج، وما هي أسبابه لو صح هذا التخمين، ووحدك من الممكن معرفة هذا بالنقاش معه، وإدارة حوار هادئ حول الأمر، وأعتقد أن علاقتكما جيدة وتسمح بمثل هذا، فلم لا تفعلين، بدلًا من ترك نفسك للتخمين، وربما إساءة الظن بوالدك؟
ما أراه أنك في مرحلة ذهبية، لم يفوتك الكثير، ويمكنك بالنظر لوضعك، وإنجازاتك بشكل إيجابي، تحقيق الكثير، بدلصا من النواح، وقلب الميزات والنعم إلى عيوب ونقم.
أنت في مرحلة بناء للشخصية، والنضج النفسي،وكل هذا مطلوب لصقل شخصيتك وتأهيلك لتكوني زوجة وأم أفضل، المهم أن تستثمري ميزاتك، ووقتك، وطاقتك، ولا تستنزفي مشاعرك بشكل بائس.
نفسك، نفسك، يا عزيزتي، ربما يريد الله لك بتأخر الزواج كما تظنين انضاجك، وتأهيلك، استعدادًا لزيجة أفضل، ناجحة، تستحقك، فلم لا تنشغلي بنفسك وتتأهلي للأمر، وتنتظري الرزق بكل يقين وثقة في الله؟!
أخيرصا أذكرك بأن الله سبحانه لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأن الإنسن قد يدعو بالخير دعاءه بالشر، وأننا قد نحب شيئًا وهو شر لنا، والله يعلم ونحن لا نعلم، فاخرجي من دائرة التعاسة المفرغة هذه، وفورًا، وأحسني الظن بالله، وإن وجدت نفسك غير قادرة على المضي وحدك في رحلة لتغيير أفكارك، مشاعرك، تصرفاتك، فمن الممكن طلب المساعدة النفسية المتخصصة لتخرجي من هذا النفق المظلم، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة