مرحبًا بك يا عزيزي..
أستطيع تفهم مشاعرك، وموقفك تمامَا، وتقدير هذا، ولكن أنت بحاجة لمراجعة علاقتك مع نفسك، ورجولتك.
تعرف أن مقتضى الحب، المسئولية، الإلتزام، وبدونهما تصبح هذه العلاقة أي شيء آخر، ربما إعجاب، أو تعلق، لكنها ليست حبًا.
تغيرت الظروف، عم الوباء العالم، فقد الكثيرون وظائفهم، وأعمالهم، هذه هي الدنيا!
كل ما ذكرته وأصابك والكثيرون حدث بالفعل، وسيظل يحدث.
ما حدث يا عزيزي هو "صدمة"، فقدك عملك فجأة لهجمة وباء بشكل مفاجئ، صدمة، وللتعامل مع الصدمات استراتيجيات، فمقبول أن نحترم مشاعرنا حال وقوعها، مقبول أن نحزن، ونحبط، إلخ، ولكن لأيام، لا أسابيع وشهور وسنوات، فالاستسلام لحالة الإنكارهذه لا يفيد أبدًا، بل يعرض لدمار على المدى الطويل وإعاقات بلا حصر.
إذا، الفارق في التعامل مع الصدمات، هو أن البعض يستسلم، والبعض الآخر لا ، بل تدفعه طاقة الحياة للسعي، والحركة، والبحث، والتفتيش، عن مخرج.
أعرف نساء معيلات تعرضن لمثل هذا، وما استسلمن لإحباط، ولا خذلان، ولا فقد، وأتفهم أن الأشخاص يختلفون فيما بينهم في قدراتهم على التحمل، والنهوض من جديد، ولكنني لابد أن استحث رجولتك التي لا تستنهضها أنت.
ربما نسيتها، ربما طغت مشاعرك الخاصة عليها، لا أدري، لكن لا حل لمشكلتك بدفن الرجولة، بما تعنيه من جلد، وخشونة، وصبر، وتحمل، وبذل الجهد، والسعي، والحركة، والمسئولية، والرعاية، والشهامة، والوفاء بالوعد، والالتزام، حتى آخر نفس.
كما ذكرت لك، هناك نساء معيلات تحققن بهذه الرجولة، على الرغم من أنوثتهن، لا لشيء إلا مقتضى الوقت، والظرف، والحال، فالرجولة سمات لا تتعلق بذكورة وحدها، وليس عيبًا أن تتلبسها النساء أحيانًا إذا ما استلزم الأمر ذلك.
تحقق برجولتك يا عزيزي، تأكد من مشاعرك تجاه فتاتك، وقم بمقتضى الحب، وتكلم معها، وناقش كل شيء بصراحة، تعرف على استعدادها لتصديقك، وانتظارك، وضع لنفسك مدة زمنية محددة تستطيع خلالها أن تكون جاهزًا، مستعدًا لإتمام الزيجة، وفق مراحل، وبدون ذلك كله فهذا ليس حبًا وإنما جوع وعطش عاطفي نتيجة طفولة جائعة، عانيت حرمانًا من اشباعها من قبل الأهل، وجاءت هذه الفتاة لتعوضك عما حرمت منه، فسعدت بهذا، وتعلقت به، وأعجبت بها بالطبع، وفقط!
إن كان حبًا، واستسلمت أنت لاحباطك، ولم تفعل شيئًا للحفاظ على هذه المنحة، والفرصة، وضيعتها، فالكثيرون يفعلون، ولكنني أرجو ألا تكون منهم، وتظلم نفسك.