مرحبًا بك يا عزيزي..
رسالتك مؤلمة، ليس فقط لمحتواها، وشدة تألمك، وحيرتك، وإنما لتفكيرك بشأن الزواج، العلاقة العاطفية، دورك تجاه خطيبتك.
من المؤسف والمؤلم أن تعتقد أن الزواج علاقة إنقاذ، وشفقة!
الزواج يا عزيزي علاقة تبادلية للمشاعر، اشباع الاحتياجات الجسدية والعاطفية والنفسية، وانسجام، وتشارك، وتكافؤات على كل المستويات، وهو أيضًا "مسئولية" تجاه الشريك وليس عن الشريك.
لا يوجد في الزواج الصحي "منقذ" و"ضحية"، ووجود هذه الأدوار يعني أن العلاقة غير سوية.
أنت وخطيبتك ضحايا إساءات والدية وأسرية، وهذه تؤثر على الشخصية فتشوهها بدرجات تختلف من شخص لآخر، وقد حالفك الحظ وتهيأت لك أسباب الابتعاد عنهم، ومن ثم تقليل الآثار المترتبة على التواصل معهم وتخفيفها.
والآن تقول أنك لم تعد ضحية، بل أنت منقذ لخطيبتك الضحية، والحقيقة أنك لو فعلت فستصبح ضحية لخطيبتك!
ما قصصته عن خطيبتك يا عزيزي يستدعي طلب المساعدة النفسية المتخصصة لخطيبتك، لا أن تقوم بهذا أنت!
الزواج بها لن ينقذها، لأن المشكلة ببساطة أصبحت متعدية إلى شخصها، فما الضامن أنها وعلى الرغم من مفارقتها لأهلها ستكف عن العصبية الشديدة وتغير المشاعر تجاهك وبشكل مفاجئ وحاد كما ذكرت؟! وما الضامن أنك لو تحملت منها هذا عامًا من عمر حياتكم الزوجية ستتحمل بقية الأعوام؟! وما الضامن أنك لن تتأثر بهذا كله وتضطرب نفسيًا، وبذا تصبح ضحية للضحية؟!
ما أراه يا عزيزي أن تدعم موقف خطيبتك بإقناعها بالعلاج النفسي، لتتزن مشاعرها، وتتخلص من آثار إساءات أهلها على شخصيتها، وبعدها يمكنك حسم الأمر بدون ظلم لها ولا ظلم لنفسك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟