مرحبًا بك يا عزيزتي..
قولًا واحدًا، لا تتغيري لإرضاء أي شخص!
إن شرط العلاقات الصحية هو "القبول"، وما يحدث بينك وبين خطيبك، يشوه الشخصية، والعلاقة، وهو ما حدث بالفعل.
العلاقة العاطفية الصحية بين المحبين يا عزيزتي ليس بها ألم، وبؤس، وتعب، وشجار، وشقاق، وعذاب، بل فرح، ورقي، وتقدم، وهناء، للطرفين.
لا أريد إتهام خطيبك بأنه أناني، أو لا يحبك، ولكن ربما هو متخبط، أو لا يعرف كيف يحب، وما هو الحب الحقيقي، فهو من يحتاج لتغيير وتصحيح للمفاهيم والحقائق، لا أن تغيري أنت شخصيتك، وتدهسي مميزاتك لأنها تزعجه، أو لا تعجبه، وهنا سؤال، لم أرتبط بك ومميزاتك لا تعجبه؟!
ما تفعلينه أدى لمزيد من سخريته، وانتقاده، واحتقاره، وأخشى ما أخشاه أن تحتقري أنت نفسك، وبذا تكون هذه العلاقة السامة قد حطمتك، فأي خسارة أفدح من خسارة النفس؟!
أنت "نكدية"، هذه حقيقة، فمن يتغير لإرضاء شخص ويترك ما يحبه، وما يعتز به، وما يميزه، ينسلخ من ذاته، ويمزقها، وعندها يفقد احترامه لها.
من يتغير لإرضاء أي شخص، يفقد إحساسه بالحياة، فيتحول إلى شخصية نكدية وكئيبة وربما يصاب بالاكتئاب المرضي لاحقًا.
ما هو مطلوب تغييره دائمًا يا عزيزتي هو "العيوب" التي تعتور الشخصية، وهذا مطلوب لتطوير الذات، وتنقيتها، وهو من احترامنا لأنفسنا، حتى نؤذي أنفسنا بهذه العيوب ولا أحبابنا، ومن حولنا، ولكن تغيير الشخصية والمميزات فهذا هو الانتحار بعينه.
ليس من المقبول في الحب والعلاقات العاطفية، أن يعيد أحد أطراف العلاقة "تشكيل" الآخر، وفق هواه وما يريده، ويريحه.
فالحب له أركان أربعة متبادلة بين طرفي العلاقة، لابد من توافرها حتى يمكننا تسميته "حبًا"، وعلاقة عاطفية صحية، وهي "المسئولية"، و" الاحترام"، " الاهتمام"، " المعرفة".
ونعني بالمسئولية، مسئولية كل طرف تجاه الاخر وليس عنه، وذلك بالصدق في المشاعر والالتزام بالوعود والعهود، والاحترام للمشاعر والخصوصيات والاختلاف في الآراء، والاهتمام باشباع الاحتياجات النفسية والجسدية والرغبات والأحلام والطموحات، والمعرفة الجيدة بحقيقتك، لا المعرفة السطحية، المزيفة.
ليس مع الحب نموًا لطرف على حساب الآخر، أو راحة لطرف على حساب الآخر، أو إثراء ً لطرف على حساب الآخر، وإنما ننمو كمحبين معًا، ونستريح معًا، ونتعب معًا، ونثرى معًا، وهكذا.
راجعي يا عزيزتي علاقتك مع خطيبك وفق هذه الأصول، والقواعد، والحقائق، حتى لا تظلمي نفسك بنفسك، أو تسمحي له بظلمك وظلم نفسه وظلم العلاقة، ولا ترضي لنفسك سوى بعلاقة صحية، متوافقة، منسجمة بأقصى قدر ممكن.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.