أخبار

أمر محرم بهذا الوقت في يوم الجمعة ويأثم جميع أطرافه.. احذر أن تقع فيه فتفسد جمعتك

سنة مهجورة.. ثواب عظيم ينتظرك يوم الجمعة إن حافظت على هذه العبادة

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

لها فضل عظيم وببركتها تبلغ ساعة الإجابة.. أذكار مأثورة ومستحبة في يوم الجمعة

كيف ترضى بقضاء وقدر الله؟.. اسمع قصة الخضر ولماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة كما لم تسمع من قبل

شباب بني إسرائيل.. عاص تشفع له الجبال.. وآخر يصلي على جنازته موسى

مرض نادر.. "الرجل المطوي" يرى أمه للمرة الأولى منذ 25 عامًا

"تهديد عالمي".. تحذير: سلالة جديدة من "سعال 100 يوم" مقاومة للأدوية واللقاحات

يغتال العقل أكثر من الخمر ويخدع العلماء.. ما لم تسمعه عن الطمع

الحكم من أهل الزوجين عند الشقاق.. كيف يؤدي دوره ببراعة؟

بقلم | ناهد إمام | الاحد 14 فبراير 2021 - 08:00 م

قد يصل الزوجان إلى طريق مسدود لسبب أو لآخر، فقد تكون أنماط الحوار بينهما سلبية، أو تكون مساحة الخلاف هائلة ويصعب تجاوزها، أو يكون الأمر تعدى مرحلة الخلاف إلى مراحل الجدال أو الشقاق أو الصراع، أو يكون أحد الأطراف مصرًا على أن المشكلة في الطرف الآخر،  وعليه أن يتغير ليناسب احتياجاته،  وأنه لا يستطيع قبوله إلا بشرط التغيير كما يفهمه هو.

وفي هذه الظروف يتوجب وجود طرف ثالث يضبط إيقاع العلاقة بين الطرفين المتنازعين، وهذا الطرف الثالث قد يكون من الأقارب،  أو الأصدقاء،  بشرط توفر الحيدة،  والنزاهة،  والأمانة،  والحكمة،  والخبرة بالحياة، وفوق كل هذا النية للإصلاح والصبر على الطرفين حتى يصلا إلى بر الأمان.

وفي حالة النزاعات الشديدة يعين حكمان أحدهما من عائلة الزوجة والآخر من عائلة الزوج وذلك طبقا للنص القرآني: "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً"(النساء:35). وحين لا يتوافر حكمين فيهما صفة الحكمة،  والنية الحسنة في العائلتين، فربما نلجأ لتحكيم متخصص كقاض أو أخصائي اجتماعي أو نفسي أو طبيب نفسي ، والمتخصص تتحقق فيه (غالبًا) الحكمة والحيادية والنزاهة وحسن القصد إضافة إلى الخبرة المهنية.

وعلى الحكم أو المصلح أن تكون لديه نيّة قوية للإصلاح ، مهما كانت المشكلات الظاهرة، وأن يكون قادرًا على رؤية المستويات العميقة من الخلاف،  وألا ينشغل بالدخان عن النار الكامنة تحتها، ومن الأشياء الكامنة العلاقة العاطفية والعلاقة الجنسية، فتلك العلاقات حين تنسجم يتمكن الطرفان من تجاوز تفاصيل كثير من المشكلات، أما حين تضطرب فهنا تظهر أي مشكلة بسيطة وكأنها كارثة عصية على الحل.

وعلى الطرف الثالث أن يستبعد الطلاق من وعيه قدر الإمكان،  حتى لا يبرز كحل سهل حين تتعقد الأمور أو تصعب أمام عينيه، بل من الأفضل أن يترك اتخاذ قرار الطلاق للزوجين إذا كان لا بد من أخذه فهما أدرى بظروفهما من أي شخص آخر، وهما اللذان يتحملان مسئولية القرار في الحاضر والمستقبل. وهناك الكثير من الحالات حين ننظر إليها من الخارج نعتقد أن الطلاق واجب فيها بل حتمي، ومع هذا نجدهم قد عاشوا معا سنوات طويلة، وهذا ما يسمى "سوء التوافق المحسوب"، إذ على الرغم من علامات سوء التوافق الظاهرة لنا يبقى هناك أسباب تجعلهما يبقيان معا حيث تحقق العلاقة الزوجية أهدافا معينة أو تشبع حاجات لا يستطيعان الاستغناء عنها. ولهذا نقول دائما بأنه من الأفضل أن نترك قرار الطلاق يأخذه أحد الزوجان أوكليهما دون تدخل من الأسرة أو الأصدقاء أو الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي حتى ولو كان هؤلاء يرون أن الطلاق أفضل للزوجين.

متى يصبح الطلاق حلًا 
هذا السؤال صعب للغاية أن يجيب عليه أحد،  في حالة بعينها، إذ أن الحياة الزوجية لها جوانب،  ومستويات متعددة،  قد لا يحيط بها الناظر إليها من الخارج،  مهما كانت قدرته وكان تخصصه، فدائما تبقى جوانب لا يعلمها إلا الزوجين نفسهما، وربما لا يستطيعان البوح بها حتى بعد الطلاق.

ومع هذا توجد علامات عامة تشير إلى أن استمرار الحياة الزوجية أصبح ضرره أكثر من نفعه للزوجين،  وربما للأولاد، وهنا يصبح الطلاق حلًا مرًا، ولكنه أفضل من حياة زوجية أكثر مرارة، فالطلاق هو بحق أبغض الحلال عند الله وأصعب الحلول عند الناس. ومن هذه العلامات نذكر:
حين تنهار الأركان التي قام عليها الزواج وهي: السكن والمودة والرحمة.
حين لا يرى كل من الزوجين شيئًا إيجابيًا في الآخر ولفترة طويلة من الوقت (ليس فقط لحظة الغضب).
حين يصبح ضرر وجود الزوجين "معا" أكثر من النفع.
حين تعجز الأسرة عن توفير جو آمن ومشاعر إيجابية للأبناء.
حين لا توجد أي درجة من التحسن في العلاقة بين الزوجين،  على الرغم من بذل جهود كثيرة ولمدة كافية، وعلى الرغم من وساطة ذوي الحكمة والخبرة والرأي.
حين تتعدد عوامل الخلاف وتتشابك بشكل يجعل من الصعب تجاوزها أو التعايش معها.

إدارة أزمة الطلاق 
حين يصر أحد الطرفان أو كلاهما على الطلاق، وتأكدنا أن ذلك لم يكن في لحظة غضب أو انفعال، وأن ثمة عوامل حقيقية تستوجب الانفصال، فإن المطلقين يحتاجان لإدارة أزمة الطلاق وكما احتاجا قبل ذلك لإدارة أزمة الخلافات الزوجية، وقد يقومان هما بإدارة الأزمة في حالة النضج الكافي، أو قد يستعينان بطرف أو أطراف أخرى للمساعدة، وفي كل الحالات نحتاج ما يلي:
* مصارحة الطرف الآخر باستحالة الاستمرار أو صعوبته دون الإساءة إلى شخصه.
* الحديث عن الآثار المترتبة على القرار بالنسبة للزوجين وبالنسبة للعائلتين الكبيرتين،  والأهم من كل ذلك بالنسبة للأبناء، وكيفية مواجهة هذه الآثار بشكل يقلل من ضررها على الجميع.
* وجود قناة تواصل جيدة تسمح بالتفاهم حول ما يستجد من مشكلات خاصة حين يبتعد الزوجان عن بعضهما.
* ضمان بقاء الرعاية الوالدية المتوازنة (قدر الإمكان) للأبناء بعد الطلاق.
* التفاهم في الحقوق والواجبات المادية على قاعدة التعامل بالفضل وليس بالعدل ".... وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ..."(البقرة:237)
* الاتفاق على حفظ الأسرار والخصوصيات بين الطرفين وعدم استخدامها كوسائل ضغط حين الغضب.
* الانتباه لعدم استخدام الأبناء كوسائل ضغط أو لي ذراع في أي ظرف من الظروف.
* عدم اللجوء إلى تشويه صورة الطرف الآخر مهما كانت الظروف وأن يكون الحديث أثناء إجراءات الطلاق عن موضوعات وليس عن أشخاص.

ولا ينسى الزوجان في حالة استمرارهما ، أو في حالة انفصالهما ، أن علاقتهما تمت بكلمة من الله ، وتنتهي أيضا بكلمة منه،  وأن الله يرى ويسمع ما يجري بينهما ، ويطلع على دخائل قلوبهما ، فليتق كل منهما الله في الآخر ، وليكن ودودًا في علاقته، رحيمًا نبيلًا في خصومته، ولا يستجيب لدوافعه الداخلية أو لتحريض خارجي،  فيبحث عن ثغرات أو نقاط ضعف لدى الطرف الآخر يعذبه أو يؤلمه بها إرضاء لرغبة الانتقام والتشفي لديه.

وإذا ضبطت نفسك متلبسًا بالتفنن في إيذاء الطرف الآخر ، وإذلاله فاعلم أن نفسك تهبط إلى منازل الخسة ، والضعف ، والضعة وعدم الثقة بالنفس، أما إذا كنت متسامحًا ومتساميًا فأنت بالتأكيد في منازل الفرسان،  النبلاء ، والأتقياء الصالحين ، فالناس لا تظهر معادنهم الأصلية إلا في مثل هذه المواقف.


د.محمد المهدي
أستاذ الطب النفسي- جامعة الأزهر
*بتصرف يسير

اقرأ أيضا:

حتى لا تعيش دور الضحية.. كيف تتجاوز الخذلان وتقف مجددًا على قدميك؟

اقرأ أيضا:

تركت خطيبي بسبب تجاوزات بيننا وأحنّ إليه.. ماذا أفعل؟










الكلمات المفتاحية

الشقاق الطلاق الحكم الطرف الثالث

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled قد يصل الزوجان إلى طريق مسدود لسبب أو لآخر، فقد تكون أنماط الحوار بينهما سلبية، أو تكون مساحة الخلاف هائلة ويصعب تجاوزها، أو يكون الأمر تعدى مرحلة الخ