عزيزي المسلم، إياك أن تدع السماء تفقد صوتك يومًا، ابق على اتصال دائم مع الله.. اسأله خيري الدنيا والآخرة في كل الأوقات.. وكن على يقين أن الله عز وجل إنما هو : (الحب.. ومنه الحب.. وله كل الحب)، إذ جاء في الأثر : « إن الله عز وجل يسأل جبريل هل العبد ألّح في طلبه ؟ فيقول جبريل : نعم يا رب إنه ألح ، فيقول لجبريل : أعط عبدي غايته ـ، وأخرها فإني أحب أن أسمع صوته».
تخيل الله بذاته جلاله وقدره، يحب أن يسمع صوتك، فهو لا يمكن أن يريد منك شيء، لأنه غني عن العالمين.. لكن حبه لسماع صوتك، أنك لجأت إليه.. فتخيل بقدر حبه لسماع صوتك.. هل يمنعك؟!.. مؤكد لا.. فمهما طلبت سيعطيك لكن كل شيء عنده بوقت ومقدار محدود.
فالله تعالى يحب العبد اللحوح، فقد جاء فى الحديث الشريف، أن سيدنا جبريل عليه السلام، قال ياربي مازلنا نرفع طاعة لهذا العبد ويلح في دعائه فاستجب له يا الله فيقول الله دعه يا جبريل أأنت خلقته فيقول لا أأنت رزقته فيقول لا فيقول الله إنى أحب أن أسمع صوت عبدي بالدعاء، فالله تعالى يحب أن يسمع صوت عبده بالدعاء فأنت تظهر العبودية فيعطيك الأكثر من آثار الربوبية فالإلحاح بالدعاء مع الله مطلوب ومرغوب فيه ومستحب.
ومهما كان ابتلاؤك فالله بجانبك، وكيف لا وهو الذي نجا سيدنا يونس عليه السلام من قلب الحوت، قال تعالى: «فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » (الأنبياء: 87).. استمع إلى الإجابة: « فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ».. فسبحان من سمعه من قعر البحار وهو على عرشه واحد قهار.
اقرأ أيضا:
كتاب لا تنتهي عجائبه.. ومع ذلك نهمله!