يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى».. ويقول أيضًا سبحانه وتعالى: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا».. كأن الحياة كلها بين هاتين الآيتين فقط.. إنها المعادلة التي يغفل عنها كثير من الناس للأسف.. بين أن تتبع هدى الله عز وجل فتنجو، وبين أن تعرض عن هدى الله فتزل وتقع.. وما على الإنسان إلا أن يختار .
إذن من تتبع الهدى، وهو القرآن الكريم، يحفظه الله عز وجل من كل سوء، أو من الوقوع في فخ الشيطان، قال سبحانه: « إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا » (الإسراء: 9)، بينما في المقابل من يعرض كأن الله يقيد له شيطان يكن له قرين يدفعه دفعًا إلى طريق الظلام والهوى، فيضل ويشقى، قال تعالى يوضح ذلك: «وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ » (الزخرف: 36: 37).
كيف تتمسك بالهدى؟
التمسك بالهدى، يأتي مت اتباع من جاء على قلب نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: « قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ » (فصلت: 44)، وهنا يمنح الله عز وجل العبد، الطمأنينة في الدنيا، وبالتأكيد هذه الطمأنينة هي البداية للطمأنينة النهائية في الآخرة، فتتراه منشرح صدره، يتقبل أي بلاء مهما كان، فهو يعرف أنه مجرد اختبار، وأن نهايته في الصبر أو في الشكر، لذلك النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، يتعجب من حال المؤمن فيقول: «عجبًا لحال المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له».. فمن اختار أن يكون بين هؤلاء ومعهم، لاشك نال الطمأنينة في الدنيا والآخرة، لأنه اختار الطريق الصحيح.
اقرأ أيضا:
ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيمطريقة البعد عن فخ الشيطان
أما كيف هي طريقة البعد عن فخ الشيطان، فهي بالخوف من الإعراض وعدم الوقوع فيه، قال تعالى: «وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ » (الشورى: 45)، يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في الآية: (تكفل الله لمن اتبع هدى الله أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، والمعنى: أن من اتبع الهدى واستقام على الحق الذي بعث الله به نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، فإنه لا يضل في الدنيا بل يكون مهتديًا مستقيمًا ولا يشقى في الآخرة بل له الجنة).