أخبار

هل سنتذكر في الجنة ما مر بنا في الدنيا من مواقف حزينة ومؤلمة؟

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

هل خلق الله الشر ليعذبنا به؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 25 فبراير 2021 - 11:52 ص

الخير والشر مخلوقان لله، وهذا من كمال علمه وقدرته جل جلاله، إلا أنه ليس من الأدب نسبة الشر والضُر إلى الله، وإن كان سبحانه هو خالقه وموجده، قال الله تعالى:(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأنبياء/83.

يرى المفكر والأديب، عباس محمود العقاد إنَّ الشرَّ لا يناقض الخير في جوهره، ولكنه جزءٌ مُتمِّم له، أو شرط لازم لتحقيقه، فلا معنى للشجاعة بغير الخطر، ولا معنى للكرم بغير الحاجة، ولا معنى للصبر بغير الشدَّة، ولا معنى لفضيلة من الفضائل بغير نقيصة تقابلها وترجح عليها.

فالله سبحانه وتعالى الذي وسعت رحمته كل شيء لا يقصد خلْق الشر، ولا يخلق شرًّا مطلقًا، إلا لأنه من لوازم الخير، فهو شر جزئي، وشر إضافي، وشر مغمور بالخير عن يمينه وعن شماله، ومن بين يديه ومن خلفه، ومن فوقه ومن تحته.

والخير كله من الله، ولذلك يُستحبُّ للإنسان المؤمن إذا ناجى ربه ألا ينسب إليه الشر، ولذلك سيدنا إبراهيم حينما قال: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} قال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء:78-80] لم يقل: (والذي هو يُمرِضني ويشفين) أدبًا مع الله؛ كل شيء من الله، وكثيرا ما يأتي المرض باختيار الإنسان، بسوء صُنْع الإنسان، بعدم التزام الإنسان بما شرع الله.

اقرأ أيضا:

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

وقد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي : " لماذا خلق الله الشر؟"، وأجاب عنه فقال رحمه الله: ((لعلك تقول: ما معنى كونه تعالى رحيمًا، وكونه أرحم الراحمين؛ والرحيم لا يَرى مبتلًى ومضرورًا ومعذَّبًا ومريضًا، وهو يقدر على إماطة ما بهم إلا ويبادر إلى إماطته، والله سبحانه وتعالى قادر على كفاية كل بلية، ودفع كل فقر وغُمَّة، وإماطة كل مرض، وإزالة كل ضرر، والدنيا طافحة بالأمراض والمحن والبلايا، وهو قادر على إزالة جميعها.

ولأن الدنيا دار عمل واختبار وابتلاء، فكان من لوازم ذلك أن يخلق الله تعالى الخير والشر، كما قال تعالى {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35].

كما أن الخير يُعرف بضده، فلا تعلم نعمة الخير إلا بشَرِّ فَقْدها. فلا سبيل إلى معرفة نعمة التوحيد إلا بمعرفة شرور الشرك، ولا الصحة إلا بالمرض، ولا الغنى إلا بالفقر، وهلم جرا.

فالخير والشر ثنائية، لا يتصور أحد جزءيها دون الآخر. والخير هو الغالب في الكون، والشر قد يكون أصلح للإنسان في بعض الأحوال من الخير، فإن الإنسان قد يطغيه ما هو فيه من الملذات، كما قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6-7]. وبالمقابل، فإن الابتلاء قد يحمل صاحبه على السعي للإصلاح ومراجعة النفس.

ومن مقتضيات أسماء الله تعالى وصفاته وجودُ الخير والشر. فكون الله تعالى غفورا رحيما، يقتضي وجود المذنبين الذين يرتكبون الشرور ويطلبون مغفرة الله. وكونه سبحانه منتقما جبارا يقتضي وجود الظالمين الذين يستحقون انتقام الله منهم، وهلم جرا.

ويلتحق بما سبق أن من كمال ربوبية الله سبحانه أن يكون خالقا لكل شيء، من خير أو شر . ومن كمال قدرته أن يكون سبحانه قادرا على خلق الشيء وضده. فهو يخلق الخير ويصرفه كيف يشاء، ويخلق الشر ويصرّفه أيضا كيف يشاء.

والشر يلطّف بعضه بعضا، فيسلط الله بعض الظالمين على بعض، وينتقم من شر بشر آخر، فتكون المحصلة النهائية خيرا لأهل الخير. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) رواه البخاري ومسلم.

وإذا تساءل أحدنا: "إننا نرى مثلاً بعض الشرور تحصل، كالأمراض، والمعاصي والفجور وغير ذلك، فلماذا توجد من الأأساس وماهي فائدتها؟".

إن أفعال الله سبحانه وتعالى كلها خير وحكمة وليس فيها شر بإطلاق، وإن كانت شراً على بعض الخلق بسبب كسبهم واختيارهم.

ثانياً: الشر هذا الذي نراه إنما هو في مقدوراته ومفعولاته، ويوضح هذا أننا نجد في بعض المخلوقات المقدورات شراً كالحيات والعقارب، ونجد الأمراض والفقر والجدب وما أشبه ذلك، فكل هذه بالنسبة للإنسان شرا لأنها لا تلائمه، لكن باعتبار نسبتها إلى الله هي خير لأن الله لم يقدرها إلا لحكمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها.



الكلمات المفتاحية

هل خلق الله الشر ليعذبنا به؟ حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الخير والشر مخلوقان لله

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الخير والشر مخلوقان لله، وهذا من كمال علمه وقدرته جل جلاله، إلا أنه ليس من الأدب نسبة الشر والضُر إلى الله، وإن كان سبحانه هو خالقه وموجده، قال الله ت