توفيت والدتي منذ 8 شهور بسبب إصابتها بكورونا، ومن وقتها وأنا في حالة نفسية سيئة للغاية، ليس بسبب وفاتها فحسب ولكن بسبب العراك والمشاحنات القائمة بيني وبين إخواتي.
بعد وفاة أمي اكتشفت أننا مفككون، غير متحابين، ولا متعاونين، ولا توجد بينا عاطفة أخوة حقيقية.
أشعر أنني ريشة في الهواء، لا أم ولا أب، فوالدي متوفى من زمان، ولا حتى أخوات.
أنا بلا أي سند ولا قريب أشعر معه بالأمان، ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
أقدر مشاعرك، فالحزن مشاعر طبيعية بعد توالي هذه الأحداث، فلا تكتمي حزنك حتى يأخذ وقته، ويمر.
أما شعورك بالوحدة بسبب مشكلات الأخوات، فأتفهمه للغاية، واسمحي لي أن أقول لك "لعله خير"!
نعم، ربما أراد الله أن تتقوي به وحده، وبنفسك، فمهما وجدنا من الآخرين يا عزيزتي من دعم وسند فإنه لا يغني أبدًا عن أن تكوني أنت قوية بنفسك، ممتلئة بها، تشعرين بالاكتفاء والاستغناء، فإن تواجد الآخرين فهو خير وبركة، وإن لم يتواجدوا لأي سبب فأنت باقية وموجودةبنفسك مع نفسك ، وبخير، ولن تنهاري.
لحدوث الألم في حياتنا يا عزيزتي حكمة عظيمة، وهي "التعلم"، نعم، نحن نتألم لنتعلم، ونتغير للأفضل، لا شيء يحدث هباءًا، ولا هراءًا، كل شيء يحدث بقدر ولحكمة، وهذا هو المطلوب منك تعلمه من ألم تبعثركم كإخوات بعد وفاة والدتك.
ادعمي نفسك، واحتويها، واحتضنيها، وداوي أنت جروحك، ولا تدعيها تنتظر الآخرين، ووسعي دوائر علاقاتك، وستحصلين بالتأكيد على علاقات طيبة، آمنة، مع أصدقاء، معارف، جيدون، فأنت تستحقين حياة طيبة، ممتدة، وواسعة، مع من يستحقك.
ما بينك وبين إخوتك، أصلحي منه ما استطعت، واجعلي علاقتك بهم جيدة بشكل عام، بدون انتظار سند ولا احتواء ولا دعم منهم، إذ لا ينبغي أن تتعلقي بالسراب، اتركي أمرهم للأيام ربما تتغير النفوس، والظروف، للأفضل، ولا تجعلي الزمن يتوقف عندهم، فعدم الانسجام بينكم، أو حتى العداءات، ليس نهاية العالم، ولا يخص حالتك وحدك، فهناك كثيرون هكذا.
فقط، تذكري الحكمة التي تقول "ما لا يقتلني يقويني"، فهي صحيحة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة