(عندي فراغ إيماني.. كيف أملأ قلبي باليقين؟).. رسالة أرسلتها إحدى الفتيات، تطلب تعليمها كيف تحافظ على اليقين في الله عز وجل، وكيف يضيع منها هذا الإحساس بالفراغ الإيماني؟.. الإسلام بالأساس لا يعرف الفراغ، ويدفع باتجاه ملء كل الوقت، بين العمل والجد والاجتهاد، والعبادات المختلفة، قال تعالى: « فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ » (الشرح: 7، 8)، لذا عزيزتي المسلمة حاولي أن تستغلي وقت فراغك في إعادة هيكلة نفسك، وترتيب أفكارك، وتحديد أهدافك، ورسم خططك ومشاريعك، فالركود لا ينتج تطورًا، والكسل لا يصنع تحضرًا، ونفسك إن لم تشغليها بالحق شغلتك بالباطل ولا شك، خصوصًا إذا كانت المرأة لا تعمل.. فما المانع أن تشغل وقتها فيما هو مفيد، وما أكثر المفيد، بين العبادات والصلاة، وتعلم أمورًا لم يسبق تعلمها، ولو بالانشغال بتعليم الأبناء، فضلا عن مواصلة الاهتمام بالزوج كما بين الشرع الحنيف.

أضرار الفراغ

كثير من الناس، وخصوصًا الفتيات، يضيعن أوقاتهن فيما لا يفيد، من هذا المسلسل إلى هذا الفيلم، وربما في النميمة النسائية المعتادة، والإسلام يمنع ذلك تمامًا، بل يدفع في اتجاه التخويف من السؤال يوم القيامة عن العمر فيما أفني، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟»، ولا عجب أن يحذرنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من تضييع الأوقات وعدم استغلالها، فقال: «اغتنم خمسًا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».. والمرأة سواء عاملة أو لا، تستطيع أن تستغل وقتها في كل مفيد، وأقل ذلك في إنتاج جيل جديد من النابهين الناجحين القادرين على قيادة المجتمع ككل.

اقرأ أيضا:

يوم الجمعة يوم النفحات والفيوضات الربانية .. تعرف على خصائصه وفضائله

طرق ملء الفراغ

لملء الفراغ، طرق عديدة، منها ما يحتاج إلى خطط زمنية، لإنجازها في وقت محدد، ومنها ما يتم بشكل دوري دون خطط، الأولى من الممكن أن تكون مرتبطة بتعليم ما أو دراسات ما، والثانية مرتبطة أكثر بالعبادات المعتادة، لكن هناك عبادات أخرى، ينساها ويتغافل عنها كثير من الناس، ومنها، قيام الليل، فكيف بنا نعرف أن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم كان يقيم الليل حتى تتورم قدماه، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. لكنه عليه الصلاة والسلام منحنا الإجابة القوية التي ننساها دائمًا: «أفلا أكون عبدًا شكورًا»، إذن لابد من السعي لنصل أن نشكر الله، وهذا السعي يحتاج لعمل جاد، لا أن نضيع أوقاتنا فيما لا يفيد، فهلا عودة إلى طريق الحق، (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)، هلا تفهمنا هذه الآية وبدأنا من فورنا.. أم سنستمر في إضاعة المزيد من الوقت؟!.