تمر الأيام سريعًا، وسنفاجئ بعد أيام، بدخول شهر رمضان المبارك، وكثير منا لم يستعد بعد، فإياك عزيزي المسلم أن تقول (لسه بدري)، فرمضان يحتاج إلى تدريب، نعم.. تدريب النفس على الصيام، وحفظ اللسان، واتباع المسجد الصلاة بعد الصلاة، وقيام الليل، والصدقة.. وليس الاستعداد بأشهى الأطعمة والحلويات كما هو شائع.
رمضان أفضل وأخير مواسم الخير التي اختصها الله عز وجل لعباده المؤمنين، فيه تتنزل الرحمات، وتحط الذنوب والسيئات، ولذا فقد أوصى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، بالاجتهاد فيه فقال: «فاستكثروا فيه من أربع خصال؛ خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى لكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما فتسأَلون الله الجنة، وتعوذون به من النار».
طريق الاستعداد
للاستعداد لرمضان طريقه المعروف، لكننا نختار الطريق الآخر (المشهور والشائع)، وهو طريق الأكل والشراب والفوانيس،
وننسى طريق النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، الذي كان إذا جاء رمضان شد مأزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، وبالتأكيد ليس السهر حتى الفجر من أجل المسلسلات، والنوم طوال النهار.. وإنما السهر حتى الفجر من أجل الصلاة، وقيام الليل، والتسبيح والتهجد، هكذا كان رمضان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فكيف بنا نحن شردنا عما كانوا عليه.. أما الأوان للعودة؟!
فمطلوب منك عزيزي المسلم ألا تفوت لحظة واحدة في غير طاعة الله عز وجل، من تلاوة القرآن، وكثرة والاستغفار، والمداومة على الدعاء والأذكار، وأن لا يفوت العبد باباً من أبواب الخير إلا وقد أخذ منه حظاً ونصيباً، فمنادي الله ينادي كل ليلة من ليالي رمضان ويقول: « يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر».
اقرأ أيضا:
كيف تخلق في نفسك الرغبة في النجاح؟ نماذج محمدية تدلك على التفوقخصوصية رمضان
لرمضان خصوصية دون غيره من الشهور، ومِن أعظم تلك الخصائص أن جعل الله فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها: « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ »، وقال عنها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنب».. فمن أراد أن يفوز بهذه الليلة فليحرص على أداء صلاة التراويح في كل ليلة من ليالي الشهر، فمن صلى مع الإمام حتى ينصَرِف كتب له قيام ليلته، ومن حافظ عليها جميع ليالي رمضان فإنه بفضل الله تعالى سيدركها.