مرحبًا بك يا عزيزتي..
هناك قاعدة في العلاقات مؤداها أن الأعلى وعيًا، والأكثر نضجًا هو الأقدر على إدارة العلاقات مع الآخرين.
وهناك قاعدة تقول أن الكراهية هي "حب غاضب"، وأن الكراهية "علاقة"!
هذه القواعد هي حقائق قررها العلم وليست من اختراعاتي.
الكراهية من حقك كمشاعر، فنحن لا نستطيع الضغط على زر نوقف به مشاعر، لكننا نستطيع "إدارة " المشاعر، و"قيادة" المشاعر، ولا نترك أنفسنا نهبًا لها.
هذا هو المطلوب منك، وكما أن المشاعر حقك سواء كانت حبًا أو كراهية أو غيرها، فلها أثر بالطبع داخلك، ومشاعر الكراهية ليست مريحة بالفعل، هي تضر صاحبها، والحل هو التعلم عنها، وعن نفسك، وعن العلاقات، وانضاج نفسك نفسيًا، ورفع وعيك.
هذه رحلة من التغيير المهم، ستحتاج منك وقتًا، لكنها مهمة وضرورية للوصول للحل الصحي، المريح لنفسك.
عندما يحدث هذا ستجدين أن إخوتك غير الأشقاء هؤلاء مساكين، فهم لا يعرفون كيف يديرون علاقاتهم خاصة مع القرباء بشكل صحي، ولا يعرفون كيف يتعاملون مع مشاعرهم معهم، وهكذا.
لذا، فالمهم دائمًا هو نفسك، وعلاقتك الصحية معها، ومع من حولك.
نحن لا يمكننا يا عزيزتي أن نقيم علاقات مع أشخاص رغمًا عنهم، ولكن يمكننا أن نحدد حدود علاقتنا بهم، ومدى أهميتهم لنا، وكيف نتعامل مع هذا كله بما لا يضرنا نحن.
من حقك الشعور بالأمان، الاحترام، التقدير، الاستحقاق، وأن يتوافر لك هذا من خلال علاقاتك خاصة بأهلك والمقربين منك، فإن حدث فهو خير وبركة، وإن لم يحدث لسبب أو آخر، فأنت مطالبة بإيجاد بدائل علاقاتية آمنة وصحية من خلال الأصدقاء، الجيران، المعارف، إلخ، لابد أن يكون لديك دوائر متعددة ومتنوعة من العلاقات الآمنة، ولا تتكئين على أشخاص بعينهم ولا دوائر بذاتها، فالعلاقات لا تتم باستعطاف ولا ابتذال ولا تسول ولا إهمال، بل اشباع احتياجات نفسية "متبادل" وبندية.
عندما يتحقق هذا كله، لن تغزوك مشاعر الكراهية تلك، ولن تسحقك هكذا وتضغط عليك، وسيصبح تواصلهم إن تم بشكل جيد وصحي خير وبركة وإن لم يتم خير وبركة أيضًا!
ففكري في هذا الكلام مرة أخرى جيدًا لتبدأي رحلة التغيير، والنضج النفسي، الخاصة بك وستجدي الله في عونك كما وعد من يغيرون ما بأنفسهم، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ماذا تفعل عندما يتعامل ابنك المراهق معك بـ"وقاحة"؟اقرأ أيضا:
7 قواعد تكسب بها الآخر أثناء الخلاف في الرأي