الفرق بين الإسلام والإيمان من المسائل التي تطرق اليها الفقهاء وأهل العلم للوصول إلي تعريف جامع مانع لكل منهما يوضح الفارق بينهما حيث أكد اللغويون ان اللفظين إذ ورد مفردا عن الآخر فالمقصود به دين الإسلام كله ، ولا فرق حينئذ بين الإسلام والإيمان .
ولكن إذ ورد اللفظان معًا في سياق واحد ، فالإيمان يراد به : الأعمال الباطنة ، وهي أعمال القلوب كالإيمان بالله تعالى ، وحبه وخوفه ورجائه سبحانه وتعالى والإخلاص له في حين يقصد بالإسلام الأعمال الظاهرة التي قد يصحبها الإيمان القلبي ، وقد لا يصحبها فيكون صاحبها منافقا أو مسلما ضعيف الإيمان .
ومن المهم هنا الإشارة إلي أن الإسلام إذا ذكر وحده شمل كل الإسلام من شرائعه ومعتقداته وآدابه وأخلاقه كما قال الله عز وجل " إن الدين عند الله الإسلام " وكذلك المسلم إذا ذكر هكذا مطلقا فإنه يشمل كل من قام بشرائع الإسلام من معتقدات وأعمال وآداب وغيرها .
الأمر ذاته ينطبق علي الإيمان فالمؤمن مقابل الكافر فإذا قيل إيمان ومؤمن بدون قول الإسلام معه فهو شامل للدين كله أما إذا قيل إسلام وإيمان في سياق واحد فإن الإيمان يفسر بأعمال القلوب وعقيدتها والإسلام يفسر بأعمال الجوارح.
الرسول صلي الله عليه وسلم تطرق إلي هذاالأمر في جوابه لجبريل "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" إلى آخر أركان الإسلام وقال الرسول في الإيمان "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه إلى آخر أركان الإيمان المعروفة.الفارق يبدو واضحا بين الإسلام والإيمان في قوله تعالى " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " .
وتدلل هذه الأية على الفرق بين الإسلام والإيمان فالإيمان يكون في القلب ويلزم من وجوده في القلب صلاح الجوارح لقول النبي صلي الله عليه وسلم "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" بخلاف الإسلام فإنه يكون في الجوارح وقد يصدر من المؤمن حقا وقد يكون من ناقص الإيمان هذا هو الفرق بينهما وقد تبين أنه لا يفرق بينهما إلا إذا اجتمعا في سياق واحد وإما إذا انفرد أحدهما في سياق فإنه يشمل الآخر.
اقرأ أيضا:
كيف تعرف أنك من المحسنين.. هذه أهم العلاماتمن البديهي الإشارة إلي أن الايمان بالله من صفات المتقين وأنَّ الإيمان والإسلام متلازمان لا يفترق أحدهما عن الآخر أبدًا، فالإيمان تصديق قلبيٌّ والإسلام انقياد وتسليم وخضوع وتنفيذ، قال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ"،"١٧".ومعناه الإيمان، وقد جعل الله تعالى للإسلام أركانًا كما جعل للإيمان أركانًا أخرى، والفرق بين أركان الإيمان والإسلام هو أنَّ أركان الإسلام أعمال ظاهرة يؤديها الإنسان أمَّا الإيمان فهو أعمال باطنة مخفية يؤديها الإنسان بقلبه.
أما أركان الإسلام فهي: الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج، وكلُّ هذه الأركان عملية أي يؤديها المسلم بالعمل الظاهر أمّا أركان الإيمان والتي هي أن يؤمن المؤمن بالله تعالى والملائكة والكتب السماوية والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر، فهذه كلُّها أعمال قلبية لا تؤدَّى بشكل ظاهر كأركان الإسلام