منبر النبي:
اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر في السنة الثامنة من الهجرة، وهو أول منبر عمل في الإسلام.
1-وقيل إنه اتخذه قبل ذلك فإن الحافظ ابن حجر قال إنه جاء في حديث الإفك في الصحيحين عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: فثار الأوس والخزرج حتى كادوا أن يقتتلوا، ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- على المنبر فنزل يخفضهم حتى سكنوا.
2- وروى الإمام البيهقي عن سهل بن سعد- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى علاثة امرأة قد سماها سهل أن مري غلامك النجار أن يعمل لي أعواد المنبر أجلس عليهن إذا كلمت الناس، فأمرته فعملها من طرفاء الغابة.
فعمل الثلاث درجات، ثم جاء بها فأرسلته إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمر بها فوضعت.
بكاء الجذع:
روى الإمام الشافعي عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا، وكان يخطب إلى ذلك الجذع.
فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله هل لك أن تجعل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك وتسمع الناس خطبتك، قال: نعم، فصنع له ثلاث درجات، هي التي أعلى المنبر.
فلما صنع وضعه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- موضعه الذي هو فيه، فكان إذا بدأ الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يخطب عليه تجاوز الجذع الذي كان يخطب إليه أولا ثم إن الجذع خار حتى تصدع وانشق.
فنزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما سمع صوت الجذع مسحه بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر، وكان إذا صلى صلى إليه.
اقرأ أيضا:
نساء خطبهن النبي ولم يتزوج بهننهاية الجذع:
فلما هدم المسجد للتوسعة أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب فكان عنده حتى بلي فأكلته الأرض وعاد رفاتا .
وروي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد، فخطب الناس، فجاءه رومي فقال: ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه كأنك قائم، فصنع له منبرا له درجان ومقعد على الثالثة، فما قعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على المنبر خار الجذع.