توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين ينامون من ست إلى سبع ساعات في الليلة - لا أكثر ولا أقل – أقل عرضة للوفاة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.

وحذر الباحثون من أن الاستيقاظ مبكرًا، أو النوم بعد عدد الساعات المحددة يزيدان من خطر الموت المرتبط بالقلب بنحو 45 في المائة، وفقًا لما نقلته وكالة "يو بي آي" عن الدراسة.

وظل هذا الاتجاه صحيحًا حتى بعد الأخذ في الحسبان عوامل الخطر الأخرى المعروفة للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، بما فيها العمر، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتدخين، ومؤشر كتلة الجسم، ومستويات الكوليسترول المرتفعة.

النوم عامل خطر

قال الباحث الرئيسي الدكتور كارتيك جوبتا من مستشفى هنري فورد في ديترويت: "حتى ذلك الحين، أصبح النوم عامل خطر مستقل".

وقام جوبتا وزملاؤه خلال الدراسة بتحليل بيانات أكثر من 14000 مشارك في المسح الوطني الأمريكي لفحص الصحة والتغذية الممول اتحاديًا بين عامي 2005 و 2010.

وكجزء من المسح، سُئل هؤلاء الأشخاص عن المدة التي ينامون فيها عادةً. قام الباحثون بتتبع المشاركين لمدة 7.5 سنوات في المتوسط لمعرفة ما إذا كانوا قد ماتوا بسبب أزمة قلبية أو قصور في القلب أو سكتة دماغية.

قاموا أيضًا بتقييم درجات مخاطر صحة القلب، بالإضافة إلى مستويات الدم من البروتين التفاعلي C ، أو CRP، الذي يزداد عندما يكون هناك التهاب في الجسم.

ارتبطت المستويات المرتفعة من بروتين سي التفاعلي CRP بأمراض القلب. ووجد الباحثون علاقة على شكل حرف U بين مخاطر القلب ومدة النوم، مع وجود خطر عند أدنى مستوياته بين الأشخاص الذين ينامون ما بين ست إلى سبع ساعات في المتوسط.

قالت الدكتورة مارثا جولاتي، رئيسة تحرير موقع (CardioSmart.org)، الموقع التعليمي للكلية الأمريكية لأمراض القلب للمرضى، إن قلة النوم مرتبطة بالفعل بسوء صحة القلب.

أضافت جولاتي، أخصائي أمراض القلب: "لدينا الكثير من البيانات المتعلقة بقلة النوم". وأشارت إلى أن عددًا من عوامل الخطر الرئيسية للقلب - ضغط الدم وتحمل الجلوكوز والسكري والالتهابات - تتفاقم بسبب قلة النوم.

قالت جولاتي وجوبتا إنه لا يوجد الكثير من الأدلة بشأن أولئك الذين ينامون لفترة طويلة ومخاطرهم القلبية.

ووجد الباحثون، تفسيرًا واحدًا محتملاً في بحثهم. بناءً على مستويات CRP لدى المرضى، تسبب الالتهاب في حوالي 14 في المائة من الوفيات المرتبطة بالقلب بين الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة و 13 في المائة بين الأشخاص الذين ينامون لفترات طويلة، مقابل 11 في المائة فقط من الأشخاص الذين حصلوا على ست إلى سبع ساعات من النوم الأمثل.

وقال جوبتا: "المرضى الذين ينامون لمدة ست إلى سبع ساعات لديهم أقل بروتين سي التفاعلي، لذلك قد يؤدي هذا الالتهاب إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

وأضافت جولاتي إنه قد يكون الأشخاص الذين ينامون أكثر من سبع ساعات يحصلون على نوم رديء، ولذا يتعين عليهم النوم لفترة أطول. يمكن أن يؤدي النوم السيء إلى زيادة المخاطر بين الأشخاص الذين يغفوون في وقت متأخر.

وتابعت جولاتي: "أنت تتساءل عما إذا كان شخص ما ينام لفترة أطول لأنه لم يحصل على نوم جيد خلال الليل. أقول دائمًا أن هناك نومًا جيدًا ونومًا سيئًا. قد تكون في السرير لمدة ثماني ساعات، لكن هل هو نوم جيد؟".

اقرأ أيضا:

من صعوبة النوم إلى تساقط الشعر.. أبرز علامات متلازمة تكيس المبايض

وفيما يلي بعض النصائح لتحسين نومك، مقدمة من كلية الطب بجامعة هارفارد:

تجنب الكافيين والنيكوتين من أربع إلى ست ساعات من وقت النوم.
حافظ على غرفة نومك مظلمة وهادئة وباردة لتعزيز النوم بشكل أفضل.
ضع روتينًا للاسترخاء قبل ساعة أو نحو ذلك من النوم.
لا تحاول إجبار نفسك على النوم - إذا لم تكن نائمًا في غضون 20 دقيقة تقريبًا ، فأنهض وافعل شيئًا يبعث على الاسترخاء قليلًا حتى تشعر بالنعاس.
تناول العشاء قبل النوم بعدة ساعات وتجنب الأطعمة التي يمكن أن تزعج معدتك.
تمرن في وقت مبكر من اليوم، قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.

قالت جولاتي: "في المجتمع الطبي، نعلم أنه من المهم النوم، لكننا ما زلنا لا نعامله كشيء يجب أن نسأل عنه بشكل روتيني. أتمنى أن أقول إن الأطباء يجيدون السؤال عن النوم. أعتقد أنه يجب أن يكون بمثابة علامة حيوية".
وسيتم تقديم النتائج في 15 مايو خلال الاجتماع السنوي للكلية الأمريكية لأمراض القلب. وتعتبر النتائج المقدمة في الاجتماعات الطبية أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.
/////