بقلم |
عامر عبدالحميد |
السبت 12 يونيو 2021 - 02:49 م
يندرج على كثير من ألسنة الناس وفي الأمثال الشعبية " الفقر ليس عيبا"، وهذا حق، ولكن أيضا ليس فضيلة، حتى لا يتذرع الإنسان بذلك ويدخل في دوامة الكسل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس". وقد قال الله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا". وفي الحديث: «لا خير فيمن لا يحب المال ليصل به رحمه، ويؤدي به أمانته، ويستغني به عن خلق ربه» .
الفقر رأس كل بلاء:
وقيل: الفقر رأس كل بلاء وداعية إلى مقت الناس، وهو مع ذلك مسلبة للمروءة مذهبة للحياء، فمتى نزل الفقر بالرجل لم يجد بدا من ترك الحياء ومن فقد حياءه فقد مروءته، ومن فقد مروءته مقت، ومن مقت ازدري به، ومن صار كذلك كان كلامه عليه لا له. 1-وقال علي كرم الله تعالى وجهه: الفقر الموت الأكبر. 2- وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفر والفقر وعذاب القبر. 3- وقيل: من حفظ دنياه حفظ الأكرمين دينه وعرضه. 4- وقال لقمان لابنه: يا بني أكلت الحنظل وذقت الصبر، فلم أر شيئا أمرّ من الفقر، فإن افتقرت فلا تحدث به الناس كيلا ينتقصوك، ولكن اسأل الله تعالى من فضله، فمن ذا الذي سأل الله فلم يعطه أو دعاه فلم يجبه أو تضرع إليه فلم يكشف ما به. 5- وكان العباس رضي الله تعالى عنه يقول: الناس لصاحب المال ألزم من الشعاع للشمس، وهو عندهم أعذب من الماء وأرفع من السماء وأحلى من الشهد وأزكى من الورد، خطؤه صواب وسيئاته حسنات وقوله مقبول، يرفع مجلسه ولا يملّ حديثه. 6- والمفلس عند الناس أكذب من لمعان السراب، وأثقل من الرصاص، لا يسلم عليه إن قدم ولا يسأل عنه إن غاب، إن حضر أردوه، وإن غاب شتموه، وإن غضب صفعوه، مصافحته تنقض الوضوء، وقراءته تقطع الصلاة. 7- وقال بعضهم: طلبت الراحة لنفسي فلم أجد لها أروح من ترك ما لا يعنيها، وتوحشت في البرية فلم أر وحشة أقر من قرين السوء، وشهدت الزحوف وغالبت الأقران فلم أر قرينا أغلب للرجل من المرأة السوء، ونظرت إلى كل ما يذل القوي ويكسره فلم أر شيئا أذل له ولا أكبر من الفاقة. 8- وقال بعض الفرس: من زعم أنه لا يحب المال فهو عندي كذاب. 9- وقال الثوري رحمه الله تعالى: لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى لئيم .