قال الله تعالى في حديثه عن نبيه يونس عليه السلام: " وإن يونس لمن المرسلين" وذكره تعالى في جملة الأنبياء الكرام.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ".
وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى، ونسبه إلى أبيه ".
فوائد عن تفضيل الأنبياء:
قال الله تعالى :" ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض".
قال: بعض أهل العلم: والتفضيل المراد لهم هنا في الدنيا، وذلك بثلاثة أحوال:
1-أن تكون آياته ومعجزاته أبهر وأشهر.
2 - أو تكون أمته أزكى وأكبر.
3 - أو يكون في ذاته أفضل وأظهر.
سؤال واستفسار:
فإن قلت: إذا تقرر من دليل القرآن، وصحيح الأثر، وإجماع الأمة كونه أكرم البشر وأفضل الأنبياء، فما معنى الأحاديث الواردة بنهيه عن التفضيل، كقوله:«ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى»؟
وجاء في حديث أبي هريرة في اليهودي الذي قال: «والذي اصطفى موسى على البشر» - فلطمه رجل من الأنصار وقال:«تقول ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا»، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لا تفضلوا بين الأنبياء».
حقائق:
يقول القاضي عياض :" اعلم أن للعلماء في هذه الأحاديث تأويلات أحدها:
1-أن نهيه عن التفضيل كان قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم.. فنهى عن التفضيل.
2- أنه قاله صلى الله عليه وسلم عن طريق التواضع ونفي التكبر والعجب، وهذا لا يسلم من الاعتراض .
3- ألا يفضل بينهم تفضيلا يؤدي إلى تنقص بعضهم، أو الغض منه، لا سيما في جهة يونس عليه السلام إذ أخبر الله عنه بما أخبر، لئلا يقع في نفس من لا يعلم منه بذلك غضاضة وانحطاط من رتبته الرفيعة.
إذ قال تعالى عنه: «إذ أبق إلى الفلك المشحون «إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه، فربما يخيّل لمن لا علم عنده حطيطته بذلك.
4- منع التفضيل في حق النبوة والرسالة فإن الأنبياء فيها على حد واحد، إذ هي شيء واحد لا يتفاضل، وإنما التفاضل في زيادة الأحوال والخصوص والكرامات، والرتب، والألطاف وأما النبوة في نفسها فلا تتفاضل، وإنما التفاضل بأمور أخر زائدة عليها، ولذلك منهم رسل ومنهم أولو عزم من الرسل، ومنهم من رفع مكانا عليا ، ومنهم من أوتي الحكم صبيا وأوتي بعضهم الزبور، وبعضهم البينات ، ومنهم من كلم الله.