عندما يذكر العبّاد والعارفون تذكر العبادة وزيادة النسك وطريق المعرفة والسلوك، لكن كان هناك عبّاد على درجة عالية من الفهم والجمع بين العبادة والعمل.
1-عن إبراهيم بن أدهم، أنه قال: لبعض إخوانه: «لا تدع أن تحترف، فإنك إذا احترفت اشتغلت وإذا لم تحترف عرفت».
2- وسئل الفضيل بن عياض،: لو أن رجلا قعد في بيته، زعم أنه يثق بالله فيأتيه برزقه؟ قال: يعني إذا وثق به حتى يعلم أنه قد وثق به، لم يمنعه شيء أراده، ولكن لم يفعل هذا الأنبياء ولا غيرهم، وقد كانت الأنبياء يؤاجرون أنفسهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم آجر نفسه، وأبو بكر وعمر، ولم يقولوا: نقعد حتى يرزق الله عز وجل، وقد قال الله تعالى في كتابه: "وابتغوا من فضل الله"، فلابد من طلب المعيشة.
3- وسئل أيضا بشر الحافي عن الاكتساب، فقال: «بلى لعمري، إني لا أرى غيره.. وينبغي للإنسان أن ينظر في مكسبه ومطعمه ومسكنه، ينبغي للإنسان أن يتحرى تجارته»، ثم قال: «ولولا أني ليس علي عيال لعملت واكتسبت».
4- ونصح أيضا أناسا عرفهم : عليكم بالرفق والاقتصاد في النفقة، فلأن تبيتوا جياعا ولكم مال أعجب إليّ من أن تبيتوا شباعا وليس لكم مال.
5- وقال لرجل: قد بلغني أنك لا تلزم السوق، فالزم السوق، ثم دار بينهما كلام، فقال له : الزم السوق وإن لم، فوقع في قلبي أراد: وإن لم تربح، وقال: اقرأ على والدتك السلام وقل لها: عليك بالرفق والاقتصاد في النفقة.
6- وقال أحد العبّاد: ينبغي للرجل أن ينظر، رغيفه من أين هو؟ ودرهمه من أين هو؟ قال سفيان: اعمل عمل الأبطال يعني كسب الحلال.
7- وروى أبو بكر المروذي، أنه قرأ على أبي عبد الله الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: ما روي في الأثر: «درهم من تجارة أحب إليّ من عشرة من عطاء».
وبالجملة فقد كان العباد العاملون يرون السعة عونا على الدين.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان