مرحبًا بك يا عزيزتي..
هناك صورة شائعة عن الطفل الوحيد، الذي اكتفى والداه به، على أنه مدلل، أناني، غير اجتماعي، وهذا خطأ في التعميم فليس كل وحيد لأبويه هكذا.
أما متلازمة الطفل الوحيد، فهي نظرية نشأت على يد عالم النفس الأمريكي الشهير «ستانليهال»، الذي كان مهتمًا بمرحلة الطفولة وشارك بإسهامات كبيرة في علم النفس، وكان يعتبر الاكتفاء بطفل واحد مرضًا في حد ذاته، وألصق به عددًا من الصفات السلبية أبرزها التدليل والأنانية ، والتمركز حول الذات، وآمن بنظريته هذه الكثيرون، إلا أنه بعد سنوات ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي أثبتت خطأ نظرية ستانليهال، فأوضحت أن الطفل الوحيد لا يتمتع بالضرورة بالصفات السلبية التي أشار هال إليها، وانتقدت عدم الاشارة للسمات الإيجابية التي يتمتع ويتميز بها الطفل الوحيد، وأن ممارسات بعض الآباء هي التي قد تسهم بشكل كبير في تدعيم الصفات السلبية المرتبطة بمتلازمة الطفل الوحيد، أو لا.
والسؤال الآن هو : كيف تتعاملين مع طفلتك الوحيدة بشكل صحي وسوي؟
هناك بالطبع ممارسات صحية تخص التعامل مع الطفل الوحيد، مثل، تجنب الحماية المفرطة له، فتجنبي مراقبة طفلتك حتى تنشأ معتمدة على نفسها، واثقة بها، إذ لابد من تحقيق التوازن بين حمايتها والافراط في ذلك، مع الحرص على دمجها في أنشطة اجتماعية خارج إطار البيت، فتقضى وقتًا مع الأطفال من سنها، ولا تقتصر تعاملاتها عليك ووالدها.
من المهم يا عزيزتي أيضًا، أن تعلمي طفلتك كيفية اتخاذ قراراتها، امنحيها خيارات بسيطة في أنشطتها اليومية، واعرضي عليها البدائل حتى تختار بينها، لتصبح قادرة على اتخاذ قراراتها في المستقبل، وعلميها كذلك الاعتماد على النفس بإشراكها في الأعمال المنزلية، وكيفية إدارة المال.
ومما سيساعدك كثيرًا في التعامل مع طفلتك الوحيدة وتنشأتها بشكا صحي هو أن تعلميها كيفية الانضباط الذاتي، بتعريفها أن هناك أمورًا لا يمكنها تجاوزها، وأن عليها أن تتحكم في نفسها، وتتحلى بالصبر في كثير من الأحيان بحسب متطلبات الموقف والظرف الحياتي، وكذلك علميها احترام النفس، وتعاملي معها وفقصا لمرحلتها العمرية دائمًا، ووفقصا لقدراتها الطبيعي، بواقعية، وعدم وضع أسقف وتوقعات عالية وطلب المثالية والكمالية منها.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟