ومن العبادات الجميلة والرائعة  بل ومن الأفكار الإيجابية تزامنا مع هذه الموجة الحارة التي تجتاح العالم عبادة سقي الماء.. ولهذه العبادة فضل كبير بل إنها مقدمة على بناء المساجد إن احتاج البعض إلى الماء وأشرف على الهلاك سواء كان إنسانا أو حيوانا فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً، قال: في كل كبد رطبة أجر. وإذا كان هذا في البهائم فما بالك بالإنسان المسلم.

ومن يتأمل أحاديث الرسول وأحوال الصحابة والتابعين يجد كيف كانوا يحرصون على هذه العبادة لا سيما مع اشتداد الحر وارتفاع درجات الحرارة؛ وقد بشر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من سعى إلى توفير الماء بحفر بئر أو وقفه سقيا بالأجر العميم والثواب الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة. وسقيا الماء من أفضل الصدقات، وأجل القربات قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال:" سقي الماء".

وهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حينما سئل ابن عباس: أي الصدقة أفضل؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقة الماء ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة قالوا :( أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله)، وجاء في تفسيرها: أن هذه الآية دليل على أن سقي الماء من أفضل الأعمال، كيف لا؟ وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من سقى الماء بالجنة جزاء وفاقاً، فقال صلى الله عليه وسلم :» أيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم".

ومن الأفكار الجميلة التي انتشرت مؤخرا تفاعلا وتطبيقا لهذه العبادة الرائعة أن يحرص بعض الشباب ولفتيات على اصطحاب زجاجات المياه الباردة معهم في الشوارع والطرقات ويمنحونها لغيرهم تقربا إلى الله خاصة في لحظات الظهيرة حيث الظمأ والتعب والإرهاق وارتفاع درجات الحرارة وهذا من أفضل القربات.