صلاة الفجر من المعارك اليومية التي تحتاج لجهاد النفس وجهاد الشيطان معا، خاصة وأن الإنسان النائم دائماما يستثقل الاستيقاظ من أجل أداء صلاة الفجر في جماعة، كما أن الشيطان قد يثقل عليه نومه ويوسوس له بأن يصليها حينما يستيقظ والله غفور رحيم.
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].
وللأسف هناك من يجاهد نفسه ليس لأداء صلاة الفجر، بل من أجل أن ينام قبل آذان الفجر بدقائق معدودة، حتى ينام قرير العين قبل أن يسمع الآذان ويضطر للصلاة،، فقد يظل الإنسان متيقظا لمشاهدة التلفزيون والقنوات الفضائية وحتى ساعة متأخرة من الفجرن حتى إذا ما اقترب الآذان دخل غرفته لحاولالنوم جاهدا وبشكل سريع قبل الآذان، حتى لا ينغص عليه ضميره أثناء سماع الآذان.
يقول الله في الحديث القدسي: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه" ، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ..."، وذكر منهم: "شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ" (رواه البخاري ومسلم).
اقرأ أيضا:
هذا الدعاء يبعد عنك الشرك الأصغر ويحقق لك إخلاص النية للهومن أهم الأسباب التي تساعد على نشأة الشاب في عبادة ربه، أن يعوّده أبواه -أو من يتولى تربيته- على ذلك من الصغر، ويشجعاه ويأخذان بيده باستمرار.
كيف تستيقظ لصلاة الفجر؟
الإيمان بأن الصلاة نور، والثبات على الصلاح، والله -تبارك وتعالى- قال: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45]، فالمواظبة على الصلاة من عوامل الوقاية، ومن عوامل البعد عن المعاصي؛ لأن الله كما أخبرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "احفظ الله يحفظك" فأنت ما دمت تحافظ على الصلاة فإن الله سيحفظك ببركة المحافظة على الصلاة، وكذلك المحافظة على الصلاة في جماعة؛ لأن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
المحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقوله: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة..كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل عملاً أكثر من ذلك".
المحافظة على ورد من القرآن الكريم يومياً؛ لأن القرآن نور، والله تبارك وتعالى عندما أخبرنا عن القرآن فقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9].
الدعاء، أن تدعو الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأنت تعلم أنه لا يهلك مع الدعاء أحد، فإن الله جعله آية من آياته الواضحة، فأنت تقرأ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6].
الصحبة الصالحة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي"، فاجتهد في الصحبة الصالحة والارتباط بهم؛ فإذا منَّ الله عليك بصحبة صالحة فإنك بإذن الله ستجد عوناً كبيراً.
ربط نفسك بعمل من أعمال الدين، أي تمارس الدعوة بنفسك؛ لأن الله تعالى لا يضيع أهله، والأخ الذي يعمل في خدمة الدين، فإن الله تبارك وتعالى يجعل له من لدنه وليّاً ونصيراً؛ ولذلك بعث الله إلى الناس الأنبياء والرسل، والإنسان منا الذي يعمل في مجال الدعوة يقول لنفسه: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]، فالعمل في الدعوة، بمعنى أن تشارك في الأنشطة الدعوية التي توجد في المنطقة حسب الظروف.
أن تسأل الوالدين الدعاء لك، فإن دعاء الوالدين كما تعلم لا يُرد؛ فقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ"، فأنت تحتاج أن تستعين بعد الله تعالى بدعاء الوالدين؛ لأن دعاء الوالدين على درجة عظيمة من الأهمية بالنسبة لك.
بالأخذ بالأسباب المادية التي تعينك على الاستيقاظ، كالنوم المبكر بقدر الاستطاعة، والنوم خلال النهار إذا استطعت، وأخذ بأسباب التنبيه، كأن تضبط ساعة المنبه أو الموبايل، أو تطلب من بعض من يصلي الفجر أن يتصل عليك أو يوقظك للصلاة.
اقرأ أيضا:
تأخر سن زواجي وأصبحت مكتئبة.. لا تقلقي ورددي هذه الأدعية