أخبار

بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

التعرض للبرد الشديد لمدة 5 دقائق يوميًا يحسن النوم والمزاج

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟

"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟

كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

يوسف عليه السلام أعطي شطر الحسن.. ما معنى هذا.. وماذا عن جمال النبي محمد؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 15 ابريل 2024 - 10:27 ص
إن مما يعلمه الناس جميعا ولا يخفى على أحد ما وهبه الله تعالى لسيدنا يوسف عليه السلام من حسن وجمال فقد كان عليه السلام حسن الوجه.
وقد ثبت هذا الحسن له كما في حديث المعراج عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  ... ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنَ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا هُوَ قَدِ اُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ...  رواه مسلم.

ما معنى ان يوسف أعطي شطر الحسن؟
وإذا ثبت ليوسف عليه السلام أن الله قد وهبه نصف الحسن فإن هذا يطلق لكنه يفهم على غير وجهه الصحيح.. ويبقى السؤال الشطر هو النصف: ما معنى ان يوسف أعطي شطر الحسن؟
يبين ابن فارس رحمه الله تعالى: أن "(شطر) أصلان، يدلّ أحدهما على نصف الشّيء، والآخر على البعد والمواجهة، فالأوّل قولهم شَطَرَ الشّيء، لنصفه، وشَاطَرْتُ فلانا الشّيء، إذا أخذت منه نصفه وأخذ هو النّصف "، من "مقاييس اللغة"، وقد ذكر ابن الأثير في معنى  الشطر أن "(شَطَرَ) فيه: أنَّ سْعداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يتصدَّق بمالِه قَالَ: لاَ، قالَ: الشَّطْرَ، قَالَ: لاَ، قَالَ: الثلُثَ، فَقَالَ: الثُّلُث، والثُلث كثيرٌ ) الشَّطْرُ: النصف".
وعليه، فلا يستقيم المعنى بأن يكون ليوسف نصف الحسن الذي خلقه الله للناس ولهم الباقي، وعليه فقد اختلف العلماء في هذا فذهب بعض أهل العلم؛ إلى أن المقصود أن الجمال الذي رزقه الله تعالى بني آدم جعل ، نصفه للناس جميعا ، والنصف الآخر انفرد به يوسف عليه السلام.
ويرى قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " والظاهر أن معناه أن يوسف عليه السلام اختص على الناس بشطر الحسن، واشترك الناس كلهم في شطره، فانفرد عنهم بشطره وحده ؛ وهذا ظاهر اللفظ فلماذا يعدل عنه؟ واللام في "الحسن" للجنس ، لا للحسن المعين والمعهود...".

توجيه العلماء لجمال يوسف عليه السلام:
فيما اعترض بعض أهل العلم على التوجيه الأول ورأوا أن الحديث يشير إلى أن الله تعالى جعل في خلقه غاية للحسن، وجعل نصف هذا الحسن ليوسف عليه السلام، لكنهم اختلفوا في تعيين من هو صاحب غاية الحسن، يقول ابن قتيبة رحمه الله تعالى: "ونحن نقول: إن الناس يذهبون في نصف الحسن الذي أعطيه يوسف عليه السلام إلى أن الله سبحانه أعطاه نصف الحسن، وأعطى العباد أجمعين النصف الآخر، وفرّقه بينهم، وهذا غلط بين لا يخفى على من تدبره إذا فهم ما قلناه.
وأضاف: والذي عندي في ذلك، أن الله تبارك وتعالى، جعل للحسن غاية وحدّا، وجعله لمن شاء من خلقه، إما للملائكة، أو للحور العين؛ فجعل ليوسف عليه السلام نصف ذلك الحسن، ونصف ذلك الكمال.
فيما ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن صاحب غاية الحسن الذي رزق يوسف نصف حسنه، هو آدم عليه السلام.
وبعد فلا نعلم مستندا نقطع به بصحة معنى من هذه المعاني، لكن الظاهر الذي يصح القطع به، هو أن يوسف عليه السلام قد فضِّل على الناس بحسن زائد.

النبي محمد أحسن الناس:
وإذا ثبت أن ليوسف عليه السلام نصف الحسن أيا كان التأويل فماذا لمحمد خاتم الأنبياء الذي فضله الله على الخلق جميعا بمن فيهم من الأنبياء والمرسلين؟
الثابت شرعا كما جاء في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم: كان أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس.. فهو صلى الله عليه وسلم قد أوتي الحسن كله، ويوسف إنما أوتي شطر الحسن؛ قال الحافظ في الفتح عند شرحه لحديث المعراج " فإذا هو -يعني يوسف- قد أعطي شطر الحسن... لكن روى الترمذي من حديث أنس ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا؛ فعلى هذا فيحمل حديث المعراج على أن المراد غير النبي -صلى الله عليه وسلم- ويؤيده قول من قال: إن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه، وأما حديث الباب فقد حمله ابن المنير على أن المراد أن يوسف أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم. والله أعلم".
وقد تأول بعض أهل العلماء جمال النبي بأن الله تعالى ستره بالهيبة والجلال والوقار.. بخلاف جمال غيره.


الكلمات المفتاحية

قصة يوسف عليه السلام جمال سيدنا يوسف يوسف عليه السلام أوتي شطر الحسن النبي محمد أحسن الناس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled إن مما يعلمه الناس جميعا ولا يخفى على أحد ما وهبه الله تعالى لسيدنا يوسف عليه السلام من حسن وجمال فقد كان عليه السلام حسن الوجه.