أمة النبي صلى الله عليه وسلم أمة مرحومة، في منزلة يوم القيامة يبطها عليها جميع الأمم، حتى تقول الأمم السابقة : " كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء".
وذكر في بعض الأخبار أن أول ما يحاسب الله من الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإذا اجتمع الأولون والآخرون في أرض القيامة وقفت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأول من يدعي منهم إلى الحساب رجل من قريش من بني مخزوم يقال له عبد الله بن عبد الأسد وله أخ يقال له الأسود بن عبد الأسد وفيهما نزلت هاتان الآيتان ".. فأما من أوتي كتابه بيمينه" إلى قوله " في الأيام الخالية" .. نزلت هذه الآية في عبد الله بن عبد الأسد " وأما من أوتي كتابه بشماله"، وهو الأسود بن عبد الأسد.
فأما عبد الله وهو المؤمن فيدخل من وراء الحجب فيوقف بين يدي الله عز وجل فترعد فرائصه وتنفك أوصاله وتذهل نفسه من شدة الخوف من الله تعالى.
فبينما هو على أشد الأحوال من الخوف بين يدي الجبار جل جلاله إذ يأتيه ملك من عند الله تعالى وبيده صحيفة بيضاء مختومة بخاتم الخلد.
الكتب تحت العرش:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الكتب كلها تحت العرش فإذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى ريحا تطيرها بالإيمان وبالشمائل أول حرف في الكتاب "اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"، ما أعدل الملك الوهاب إذ جعل الإنسان حسيب نفسه في قراءة الكتاب.
مواعظ بليغة:
1-يقول الإمام ابن الجوزي: يا مسكين يا مغرور إن أخذت الكتاب بالشمال فحسبك العذاب والنكال والمحن والأهوال والسلاسل والأغلال والحميم والخبال واللعنة والانفصال من ذي الجود والجلال.
2- وإن أخذت الكتاب باليمين فحسبك المقام الأمين في أعلا عليين مع الولدان والحور العين والاتصال برب العالمين وبمحمد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.
3- وإن أصررت في الدنيا على جرمك ولم تتب إلى مولاك عن قبيح ذنبك فسوف تأخذ كتابك من وراء ظهرك فتجد فيه ما يحزن قلبك ويعظم حزنك ويكثر كربك.
4- فيا معشر المذنبين مثلي اعلموا أنما جعل الله الدنيا ابتلاء واختبارا وأوجب عليكم فيها حقوقا كبارا فمتى ضيعتموها فقد أودعتم كتبكم آثاما وأوزارا ومتى وفيتم بها فقد ملأتم كتبكم سرورا وأنوارا.
5- وما من عبد ولا أمة إلا وله كتاب يقرؤه يوم العرض والحساب وإنما مثل الناس عند قراءتهم الكتاب كمثل الزارع إن زرع طيبا رفع طيبا وإن زرع خبيثا رفع خبيثا.
6- فيا أهل الذنوب مثلي اعلموا أن الأعمال قد أثبتت عليكم في الديوان من الإحسان والعصيان والزيادة والنقصان والنفاق والإيمان وأنت غافل في سكرة الغرور وكتابك مملوء بالويل والثبور فبادروا إلى الصحائف وأمحوا ما فيها من القبائح ومحصوا ما قد ثبت عليكم من الفضائح وذلك باكتساب الحسنات كما قال رب الأرضين والسموات "إن الحسنات يذهبن السيئات".
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات