اكتشفت أن ابني يعاني من داء السرقة على الرغم من أننا أسرة ميسورة الحال وكل طلباته مجابه، فهل هذا قد يكون أمرًا طارئًا ومؤقتًا مع تغيرات فترة المراهقة؟.
(ف. م)
تجيب الدكتورة غادة حشاد، الاستشارية الأسرية والتربوية:
المراهق يميل للعزلة والانطوائية في حالة عدم قدرة الأسرة على تلبية احتياجاته، وقد يصل الأمر به للسرقة حتى يتمكن من شراء ما يريده ولا يشعر بالنقص بين الأقارب والأصدقاء، ويزداد الأمر توترًا إلى أن ينفصل عن الأسرة تمامًا.
يجب على كل أسرة أن تضع أولادها خاصة المراهقين منهم في أوساط ومدارس وأندية متقاربة لوسطها الاجتماعي، وإذا كانت الأسرة من وسط معين وذي إمكانيات معينة، وتتعمد وضع أولادها بين فئات أرقى وأعلى بحجة أنها الأفضل، فأنها بذلك تدمر نفسيتهم، لأنها في الأغلب لن تتمكن من مجاراة هذه الأوساط وسيشعر الأبناء بالنقص.
من الأفضل مائة مرة أن تقدم الأسرة للأبناء في مدراس متقاربة من المستوى الاجتماعي والمادي مع تلبية بعض احتياجاتهم عن إلحاقهم في مدارس جيدة تستنفذ كل إمكانيات الأسرة، ما لا يسمح لها شراء متطلباتهم، ومن ثم يشعرون بالنقص وتعاني الأسرة من مشاكل هي في غنى عنها.
لا يجوز تلبية كل طلبات الأبناء، لأنه مع تزايدها وكبر سنهم قد تصل الأسرة في نهاية المطاف لعدم القدرة على تلبيتها، وبالتالي يشعر الابن بالتقصير.
احتوي عزيزتي ابنك، ويجب عليك الالتزام بالهدوء عند التعامل معه، خاصة في هذه المرحلة. وعلى كل أسرة أن تعلم أنها مرحلة وستمر، والمهم أن يخرج المراهق دون أن يكون محطمًا نفسيًا أو مهزوزًا، أو يشعر بنقص وتوتر في علاقته مع والديه.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!