مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
ما أشد ما تعانيه من ألم نفسي أتفهمه جيدًا وأنت فيه محقة، لذا لا تدفنيه ولا تتجاهليه.
لم تذكري قدر الخيانة ولا درجتها، هل هي خيانة مشاعر، أم خيانة جسدية، صحيح أن الخيانة خيانة ولكن لكل درجة طريقة مختلفة للتعامل معها، ودلالة على حدوثها، وبعضها أهون من بعض.
أنت محتاجة يا عزيزتي إلى فصل نفسك عن "القصة" برمتها، نعم، أعرف وأتفهم صعوبة هذا، لكنك "ابنة" تذكري هذا جيدًا، وهذا الحدث يتعلق بعلاقة والديك "الزوجية" وليس الوالدية التي تخصك بشكل مباشر وقريب.
فصل نفسك يعني ادراك أنك "لست مسئولة" عن الحدث ولا حتى عن علاقة والديك الزوجية سواء كانت جيدة أو سيئة.
لاشك أنك في اختبار عظيم، مرهق نفسيًا للغاية، مؤلم غاية الإيلام، وأسال الله لك أن يعينك على تجاوزه.
وتجاوز الألم يكون بألا تخسري نفسك، قيمك، مبادئك، وقبول واقعك، نعم، قبول ما حدث، سواء كان العلاقة غير المتزنة بين والديك، فهو يحبها وهي تخونه، أو حدث الخيانة نفسه، وتذكر أنها كلها أخطاء بشرية لا تخصك أنت شخصيًا،ـ وأنها أقدار لها حكمة لن تعرفينها الآن.
أتفهم غضبك، وهو حقك، ولكن القبول يا عزيزتي لا يعني الاستسلام أو الموافقة، فليس معنى قبول ما حدث هو موافقتك عليه، فلا موافقة على "العوج الأخلاقي"، فأنت ستحاولين استعدال العلاقة ليس لأن هذا دورك كإبنة وإنما كدور أخلاقي، فكل من والديك بالغ راشد ومسئول عن سلوكياته، ولكن تأكدك من فعل الخيانة يوجب أخلاقيًا الإتيان بدليل دامغ لا يكون مقابله إنكار من والدتك ولا عدم تصديق من والدك، وبعده يكون القرار لكل منهم في استعدال علاقتهم والمسامحة بشأن ما حدث أو الانفصال، وما يهمك في النهاية هو بقاء علاقتك بهما كوالدين، لهم الاحترام، والبر، وفقط، مهما تكن نتيجة الأمر باختيارهم البقاء زوجين أو التحول إلى مطلقين، والعيش في وضوح بدون غش وأفعال مشينة في الظلام تكدر عيشك.
كن بخير يا عزيزي، وأسأل الله أن يوفقك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ماذا أقول لطفلي عند وفاة قريب لنا؟اقرأ أيضا:
زوجي يتحرش بأطفالنا.. ماذا أفعل فأنا أكاد أجن؟