روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليس شيء أنجى للمؤمن من عذاب الله من ذكر الله".
وأكثر ما يجد المؤمن في صحيفته يوم القيامة الاستغفار في الليل والنهار فكل من كان في الدنيا من قراءة كتابه خائفا مشفقا كان الله تبارك وتعالى به عند قراءته إياه رحيما مرفقا.
ومن كان في الدنيا من الغافلين كان عند قراءته من النادمين فلو رأيتم يا إخواني ما قد أثبت عليكم في الديون من الخطايا والعصيان والزور والبهتان والزيادة والنقصان والغفلة والنسيان لعظمت منكم المصائب وكثرت منكم النوائب ولسارعتم إلى الثواب والرغائب ولثبتم إلى رب المشارق والمغارب.
الرجل ودابته:
ذكر في بعض الحكم أن رجلا كان يسوق دابته فعثرت فقال الرجل: تعست الدابة يعني عثرت فقال ملك اليمين لملك الشمال: ليست بحسنة فاكتبها فأوحي الله تعالي لملك الشمال ما ترك صاحب اليمين فاكتبه أنت فكتب صاحب الشمال قول الرجل :" تعست الدابة".
كيف تحاسب على الأنفاس؟
وأعظم من هذا أنه ما من عبد ولا أمة يتنفس نفسا إلا أثبت عليه في الكتاب فإن خرج النفس في طاعة الله تعالى أثبته صاحب اليمين وإن خرج النفس في غير طاعة الله أثبته صاحب الشمال حتى يحكم الله تبارك وتعالي يوم الحساب فيه بحكمه.
فمن علم هذا يقينا فلا يحتاج أن تمر عليه ساعة من ساعاته ولا وقت من أوقاته ولا لحظة من لحظاته إلا في ذكر الله وفي الفكرة في عظمة الله.
وحكي عن محمد بن واسع رحمه الله أنه ما رآه أحد قط ضاحكا وإن كان ليبكي حتى ترحمه الناس فذكر له ذلك فقال: يا أحبائي وكيف يضحك من لا يدري ما أثبت عليه في كتابه ولا يدري بما يختم له.
وكان رجل يكلم محمد بن واسع في حاجة فقال له محمد بن واسع ادن مني فلو كانت للذنوب رائحة لما قدرت أن تدنو مني فيا معشر المذنبين مثلي ونفسي أعني وكلنا مذنب لا تغتروا بستر الله تعالى عليكم فإن له يوما يهتك فيه الأستار ويحاسب عباده على ما عملوا في الليل والنهار فقوم إلى الجنة وقوم إلى النار فالخير والشر قد حصل عليكم الكتاب الذي يوضع لكم يوم العرض والحساب بين يدي رب الأرباب قال الملك الوهاب "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه".
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟