أخبار

الاستغفار حياة جديدة تعرف على فوائده على الروح والبدن

القنوط من رحمة الله بداية السقوط الحقيقي.. احذر أن تقع فيه

لا تستّخف بالغيبة والنميمة.. تمنع سقوط الغيث من السماء

أخي الصغير يتلصص علينا ونحن نبدل ملابسنا.. ما الحل؟

ما هي العلامة التي يعرف بها العبد انه يحب الله أكثر من أي شيء؟

لا يوجد مستحيل مع اسم الله المجيب.. هذه هي المعاني والأسرار

كيف تحدث الأحلام؟ ولماذا يحلم البعض ولا يحلم آخرون؟

لو عايز ربنا يحبك وتأتيك الدنيا تحت قدمك.. تعمل مع الدنيا بهذه الطريقة

من كرامات "ابن حنبل".. خوف الجن من نعله واستجابة الدعاء بالاستغفار

حينما يكون التغافل لإبقاء الكرامة وحفظ ماء الوجه

من سن في الإسلام سنة حسنة..هل تركت السيرة التي تستحقها بعد موتك؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 19 فبراير 2024 - 12:25 م


لا يهتم الكثير من الناس بأن يترك في الإسلام سنة حسنة تنفعه تشفع له يوم الفقيامة أمام الله عز وجل، وترفع رأسه بين أقرانه وتبيض وجهه أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فقد يكتفي الكثير من الناس بأنه يصلي أو يصوم أو يتصدق وهي أعمال عظيمة وعبادات جليلة، لكن هناك أعمال أخرى تبيض وجوهنا، وتترك من خلفنا سيرة طيبة.

فقد ورد عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ الصُّوفُ فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبْطَئُوا عَنْهُ حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اذللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ)).

فالإرث الحقيقي يكمن في الخير، ويبتعد عن الفتنة، ومن هنا سُمّيت الفترة التي سبقت بعثة النبي عليه الصلاة و السلام بأنها الجاهلية ، كان فيها شرب الخمر ، و كان فيها الربا ، و كان فيها عبادة الأصنام ، هذا كله جهل ، فيها عصبية ، فيها حروب طاحنة لأسباب تافهة ، فيها إزهاق أرواح ، فيها اغتصاب نساء ، فيها غصب أموال فيها عبودية ، كلها طافحة بالمخازي .

حتى أن الشاعر كان يقول في الجاهلية:

ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

 ورد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأخلاق الجاهلية بدعائه الذهبي: " اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ " .

مواقف من خير أبي بكر الصديق

 الصحابي الجليل سيدنا الصديق واجه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مشكلتين ؛ فالمشكلة الأولى أنه في البلاد البعيدة من المدينة كلن أكثر المسلمين حديثي عهد بالإسلام ، و كان الدين مرتبطا في وجدانه ارتباطا كاملا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما مات النبي عليه الصلاة و السلام و قوام فيهم من رؤسائهم من استغل حداثة الإسلام و دعا إلى الارتداد عنه ، والحق أنها لم تكن أول الأمر ردة كاملة عن الدين ، إنما كانت امتناعا عن دفع الزكاة ، أول ظاهرة مرضية ، أول ظاهرة امتناع في حكم سيدنا أبي بكر أن بعض الناس من أسلموا حديثا امتنعوا عن دفع الزكاة ، لكن أبا بكر رضي الله عنه بنظره الثاقب ومحاكمته الدقيقة رأى أن هذه ردة ، رآها ردة عن الدين ، ورآها عجما لعود الإسلام ، جس نبض ، بعد أن مات الرسولُ ، فإذا أبدى الإسلام ، فكان هناك اتجاهان ؛ الأول يرى ألاّ يُقاتَل هؤلاء ما داموا لم يقترفوا سوى امتناعهم عن الزكاة ، و على رأس هذا الفريق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، القضية صغيرة يجب أن لا تحمل خليفة المسلمين على أن يقاتلهم من أجلها ، هذا رأي سيدنا عمر ، ورأي آخر يرى أن الزكاة ركن من الدين ليس من حق الخليفة أن يدع الناس يهدمونه ، ويرى أن الامتناع عن أدائها ليس سوى البداية ، وليس سوى حركة استطلاع يتوالى بعدها القضاءُ على الإسلام ، وحمل لواء هذه الدعوة أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه .

صار هناك اتجاهان ؛ الحقيقة لو سئل الناس : من الذي سيكون أكثر صرامة و شدة ، ومن الذي سيكون أكثر لينا و مهادنة ؟ لما ترددوا في أن يشيروا إلى عمر بن الخطاب مناديا بالقمع الصارم ، وإلى أبي بكر داعيا إلى الأناة و الحلم ، و لكن الذي حدث عكس ذلك ، الإنسان الوديع اللطيف الهادئ الصامت الرقيق الذي يؤثر أن يبقى في الظل من دون ضجيج ، أغلب الظن أن هذا الرجل الهادئ سيختار موقف اللين ، موقف المهادنة ، وموقف الموادعة ، موقف المسايرة ، موقف التساهل ، وأن سيدنا عمر سيأخذ موقفا شديدا ، والذي حصل هو العكس ، والحقيقة لقد بادر سيدنا الصديق لادارة الأزمة بإرادة مشحونة مصممة على أن يضرب في غير تردد ، موضِّحا اقتناعه بهذه الكلمات ، كان موقفه.

 فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ فَقَالَ عُمَرُ فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ".

 أما عمر فيقف من الأزمة موقفا مغايرا ، ويوجه إلى الخليفة هذا السؤال : " كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ " ويجيب أبو بكر ألم يقل الرسول : إلا بحقها ، ألا إن الزكاة من حقها .

سيدنا أبو بكر يكشف في موقف هذا عن يقين المؤمن ، وعن بصيرته النافذة ، وعن يقينه بالله وبرسوله الذي يرتفع إلى مستوى الإذعان المطلق لما ألقياه من أمر و منهج ، وهو بهذا يحمل كل مسئوليته عن الدين ، فلا يسمح أن يتغير على عهده شيء من شرع الله و سنة رسوله ، وكل فريضة توفي النبي عليه الصلاة و السلام وهي قائمة ، و لا بد من أن تضل قائمة مهما تكن التضحيات .

فيقول عمر  : فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ " ، فيبدو أنه تأمل وجد في النهاية أن رأي سيدنا الصديق هو الأصوب و هو الأجل و هو الأحكم وهو الأعقل وهو الأقوى ، لذلك قال : فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ .


الكلمات المفتاحية

من سن سنة حسنة السيرة العطرة كيف تترك سيرة طيبة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يهتم الكثير من الناس بأن يترك في الإسلام سنة حسنة تنفعه تشفع له يوم الفقيامة أمام الله عز وجل، وترفع رأسه بين أقرانه وتبيض وجهه أمام النبي صلى الله