مرحبًا بك يا عزيزتي..
هذه النوعية من الحوادث تنفطر لها القلوب وتهتز لها المجتمعات وتحدث الثير من الشروخ فيها.
أهل الشاب أخطأوا التصرف معه، ولم يحتووه، ولم يكونوا السند والدعم والجانب الحاني عليه في حياته بل تحولوا إلى جانب جاني، ولكن ليس من حق أحد محاكمتهم، وما نراه من تحول الناس في المجتمع إلى وكلاء نيابة وقضاة يحكمون على الناس بالإعدام المعنوي ويلومونهم ويوبخونهم ويعنفونهم لا يزيد الطين سوى البلة والمجتمع سوى الخسارة والأنفس سوى المزيد من الانكسارات.
ما حدث قد حدث، وأهل الشاب المنتحر من تقصدينه أو غيره يتحولون في هذه اللحظات القاسية من جناة، إلى أشخاص متعرضين لصدمة قوية مزلزلة، ونتائج هذه الصدمة يكون وخيمًا عليهم.
بعض هذه الأسر ينغلق على نفسه جراء الصدمة والاحساس بالوصم الاجتماعي، فيدفنون مشاعرهم، ويمتنعون حتى عن الحديث عن الحدث الصادم، وربما ينعزلون أيضًا عن الناس، وهنا يكونون معرضين للإصابة بالعديد من الأمراض النفسية مستقبلًا، ومن الممكن أن يتم التجاوز للصدمة والأزمة بعد فترة من الزمن كل بحسب مرونته النفسية.
لذا واجب المحيطين دائمًا بمثل هذه الأسر هو تقديم الدعم، بالتعزية، والحديث عن الرضى بالقضاء والقدر، وأن ميتهم ذهب إلى رب كريم، عفو، غفور، والترحم عليه، والدعاء لهم أمامهم بالصبر والسلوان وهكذا.
واجب الجيران يا عزيزتي واجب الإنسان، يتعاطف، و يعزي، ويدعو، ويطمئن الناس، ويرجو لهم الخير والتعافي والتجاوز للصدمة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.