( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، عندما يُذكر اسم الله فإنه لا يخطر في بال المسلم صورة، ولا جسم ولا شيء من الكائنات التي حولنا، وما ذلك إلا لأن الله سبحانه وتعالى هو الوجود الحق وهو الوجود المطلق وهو الوجود المفارق لهذه الأكوان، فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.
والخالق عز وجل، منزه عن كل نقص وعيب وشين وعن كل ما لا يليق بجلاله وكماله، لذا سمى -عز وجل- نفسه بـ القدوس، قال تعالى يوضح ذلك: «يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ » (الجمعة: 1).
الوجود الحق
وإذا ما ذكر الله فإنما يُذكر الوجود الحق، الذي ليس كمثله شيء فهو منزه عن كل صورة ومنزه عن كل نقص، ومن ثم فهذه هي معنى هذه اللفظة الشريفة أنه سبحانه وتعالى قدوس ، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ركوعه وسجوده يقول (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، فهو ينزهه عن كل صورة ، وينزهه و يطهر اسمه الشريف الكريم عن كل نقص وكل ما يرد على بال الإنسان، وهذا هو معنى القداسة.
القداسة معناها الطهر، ومعناها علو المكانة، والقداسة معناها التنزه عن كل نقص في الحقيقة وفي الظاهر وفي الباطن ومن هنا كان اسمه تعالى القدوس.
وقد ورد اسم الله القدوس في القرآن الكريم مقترنًا باسم الله "الملك" في عدد من آيات القرآن الكريم، ومن ذلك ما ذكر في سورة الحشر وهي قوله تعالى: «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ » (الحشر:23).
اقرأ أيضا:
أذكار صلاة التسابيح وعدد ركعاتها وكيف نصليهاالطهر والبركة
وقد أورد العلماء أن معنى القدوس، يحمل معنيين، الأول يحمل معنى الطهر، والآخر البركة، ففي القرآن الكريم على لسان الملائكة قالوا: « وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ » (البقرة: 30).
أصل التقديس التطهير، أما المعنى الثاني، فالقدس هو البركة، وعليه فالأرض المقدسة هي المباركة، وحمل على ذلك قوله تعالى: « يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ » (المائدة: 21)، وهي تلك الأرض التي وصفها الله في آية أخرى بقوله: « وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ » (الأنبياء: 71)، فوصفها بالبركة.
والخلاصة أن القدوس من أسماء الله جل وعلا، ومعناه، هو المبارك الطاهر المطهر المنزه عن كل عيب ونقص.