عزيزي، لأخيك المسلم عليك حق في ألا تعنفه، وألا تغضبه، وألا تأكل حقه، وأن تسامحه وترحمه، وما ذلك إلا لأن أذى المؤمن منهى عنه تمامًا في الإسلام، فقد بنى الإسلام أسسه في تنظيم العلاقة الاجتماعية بين أبناء المجتمع المسلم على قواعدَ مثلى وركائز فضلى، وجعل من أهم هذه الأسس والركائز رباط الأخوة الإيمانية.
قال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» (الحجرات: 10)، ويقولِ صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلِمُه، ولا يحقرُه، ولا يخذُله»، هكذا يدفع الإسلام تابعيه ليكونوا (أرقاء ورحماء) في التعامل بينهم.
صفات مشتركة
لابد أن يكون حظ المسلم فيك في كل خير كما بين يحي بن معاذ الرازي في قوله: « ليكُن حظّ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضرَّه، وإن لم تُفرحه فلا تغمَّه، وإن لم تمدَحه فلا تذمَّه»، وهي شروط تمام الإيمان، إذ لا يكتم إيمان عبد مسلم إلا بحب الخير لأخيه المسلم، قال تعالى: «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ».
هذه هي صفات المسلمين عمومًا، فكيف يغفل عنها البعض؟.. فإن دفع الأذى عن المسلم أمر محمود وفعل مرغوب عند رب العالمين تبارك وتعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «عُرِضت عليّ أعمال أمّتي حسنُها وسيّئها، فوجدتُ في محاسن أعمالِها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النخاعة تكون في المسجد لا تُدفَن».
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمأفعال تؤجر عليها
وعندما تتمثل فيك هذه الصفات تحصل على أجر عظيم، فقد عدها الشرع صدقة من الصدقات، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».
ومن ثم على من أوقع ظلمًا على أحد أن يتذكر أن هناك سلاحًا قويًا في يد المظلوم، قال عنه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «واتّق دعوةَ المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب»، إذن فاحذروا من أذية إخوانكم بأي نوع، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «من آذى المسلمين في طرقِهم وجبت عليه لعنتُهم».