الخشوع هو روح الصلاة وجوهرها ولونه تصير الصلاة مجموعة من الحركات لا روح لها ولا معنى.
ولذا حثنا الله تعالى على الخشوع حين وصف من يخشع في صلاته بالفلاح يقول ربنا: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون..".

معنى الخشوع فى الصلاة وحكمه:

والخشوع في الصلاة يعني حضور القلب مستحب عند أكثر العلماء، وأوجبه بعضهم، ولكن عامة العلماء على أنه مستحب لا واجب، فلا يأثم من فقد هذا الخشوع، ولا تلزمه إعادة الصلاة، بل صلاته محكوم بصحتها، ما دام قد أتى بشروطها وأركانها.

كيف أخشع في صلاتي؟
ويمكن للعبد أن يخشع في صلاته إن استعان بالله ثم أخذ ببعض الوسائل المعينة ومنها:
فهم معنى الصلاة ومعنى التكبير ومعنى الآيات التي يقرأها، أيضا ترك ما يشغله من الدنيا أثناء الصلاة، مع البعد عن كبائر الذنوب، فإنها تورث ظلمة القلب، وغفلته عن الله، كما تشوش على الذهن، وتشغل الفكر، وخاصة التعلق بالشهوات المحرمات.
ومن الوسائل التي تعين على الخشوع في الصلاة أيضا مطالعة سير الصالحين ، والحرص على مجالسة الصالحين ومرافقتهم، والتعاون معهم على الخير، والبعد عن رفقاء السوء، وأرباب المنكرات، فإن صحبتهم تعود على المرء بالوبال، يأتي هذا مع الإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وقراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تلين القلب، وتورث الخشية فيه، وتجلب الخشوع، مع الالتجاء إلى الله أن يصرف عنك حب الدنيا، وأن يجعل الآخرة أحب إليك من الدنيا، وأن يجعلك من الخاشعين الذين قال الله فيهم: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:1-2].
ومن الوسائل التي تعين على الخشوع في الصلاة أيضا التأمل في هذه الدنيا وقيمتها، ومعرفة أنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، مما يعين على الزهد فيها، والرغبة في الآخرة التي تدعوك للخشوع.. ومراقبة الله تعالى فى القول والعمل واستشعار رؤيته لنا فى جميع أحوالنا.