عزيزي المسلم.. لا تجعل الله ينساك.. وهل من الممكن أن ينساك الله؟.. بالتأكيد الله عز وجل يعلم ويعرف كل شيء في لحظته، بل أنه يعلم السر وأخفى، لكن النسيان هنا بمعنى الذكر، فإن أنت توقفت عن ذكر الله عز وجل، سيتوقف هو أيضًا عن ذكرك.
وفي الحديث القدسي الذي ورد في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» .
الصلاة وقراءة القرآن
ومن ثم عليك عزيزي المسلم بالذكر دائما وقراءة القرآن والمحافظة على الصلاة في وقتها، لتكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، واعلم يقينًا أنك ما ذكرت الله في أمر ما، إلا ذكرك في أفضل منه، هكذا وعدنا الله عز وجل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء».
بل أنه من فضل الذكر أنك قد تكون من المغضوب عليهم، ففجأة يتغير الأمر نحوك، إذ أنه في آخر الحديث القدسي السابق يقول الله تعالى: «فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم».
اظهار أخبار متعلقة
الذكر كالنبات
الذكر كالنبات يحتاج طوال الوقت لمن يرعاه، وإلا سيموت ويذبل، ومن ثم فإن الذِكر للقلوب قوت يومي لا تتصور الحياة دونه، ومن هذه الحقيقة جاء التمثيل النبوي الرائع؛ ليبين حال الذاكرين وما يقابله من حال الغافلين اللاهين.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحيِّ والميت»، من هنا نفهم سرّ اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بقضية الذكر، وبيان فضائله المرة تلو الأخرى.
روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟»، قالوا: بلى, فقال عليه الصلاة والسلام: «ذكر الله تعالى».