مرحبًا بك يا عزيزتي..
عظم الله أجرك في زوجك، وألهمك الصبر والسلوان.
مرور عام وأنت لازلت تعانين من الحزن والكرب هو وقت طويل، يستدعي وقفة. بعض ما ذكرتيه يشير إلى اكتئاب، فمن الواضح أنك لم تتعافي من آثار صدمة الوفاة، ولازلت عالقة في مرحلة من مراحلها. ولاشك أن استحواذ مشاعر الذنب وهو ما عبرت عنه بالندم، هكذا، هو استحواذ معطل بلا نفع ولا فائدة.
التعافي هو أن تواجهي نفسك بالخطأ الذي صدر من جهتك، وفقط، لا أن تجلسي كجلاد يجلد هذه الذات، على ماض، رحل.
بعد المواجهة، نلتفت إلى ما يجب علينا أن نفعله "هنا والآن"، إذ أن هناك أدوار تنتظرنا تجاه أنفسنا وأحبابنا، خاصة لو أن هناك أطفال، هنا، لابد من وقفة مع الذات وحديث إليها بصوت عال لتكف عن هرائها، وغمسها لك في المعاناة والذنب.
معنى الندم والتوبة أن تصبحي خلقًا جديدًا يا عزيزتي، يعوض ما فاته من وقت في أفعال صبيانية، بالتصدق عن هذا الزوج، وبر أهله، وذكره بالخير، ورعايته في طفلتكم، ونفسك أيضًا. طريقة التفكير هذه هي المطلوبة منك حتى تتغير مشاعرك، وتصرفاتك، وحياتك للأفضل.
هنا والآن، لابد ألا يضيع منك شيء بعد واجب عليك فعله أو رعايته، هذا هو التعافي يا عزيزتي، فإن استطعت التجاوز وفعل هذا بمفردك فخير وبركة، وإن لم تستطيعي فلا تترددي في طلب النفسية المتخصصة حتى تقضي بقية عمرك في حياة طيبة هانئة، وكفاك ما ضاع.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.