تبين مروة عبد الحميد استشاري العلاقات التربوية والاجتماعية أن خلقنا الله سبحانه وتعالى للعبادة ووكّل إلينا مهام الخليفة في الأرض، ومع هذا التكليف تأتي مسئولية كبيرة تقع على عاتق كل مسلم بالغ عاقل بأن يبحث في مشارق الأرض ومغاربها عن الدور الذي خلق ليلعبه وعن أفضل وسيلة لتحقيق دوره كخليفة في الأرض.
وتضيف: أن السعادة كل السعادة إذا وجدت بصمتك الخاصة في الحياة. فقد وضع الله سبحانه وتعالي بداخل كل منّا مهارة وملكة وهبة خاصة بنا، علينا الاهتمام بها والعمل علي تطويرها وطرق العيش بها واستخدامها في مسيرة حياتنا حتى نترك أثراً جميلاً في الدنيا ونأمل في أن يرزقنا عليه الله الثواب العظيم في الآخرة.
وتلفت إلى أنه إلى جانب هذا الدور المميز الذي وُكّل للإنسان، توجد أدوار مشتركة بين البشر أجمعين. تلك الأدوار هي ما يقوم به معظم البشر للتقوّي على الحياة بل ويستخدمها أيضاً في التزوّد بالطاقة تجاه تفعيل الأثر الذي يريد أن يتركه في الدنيا.
وتوضح "عبد الحميد" أنه قد تتمثل تلك الأدوار في دور الأب والأم والأخ والأخت والابن والابنة والزوج والزوجة والموظف والموظفة والصديق والصديقة. لا تتعجبوا، فتلك ليست مجرد مسميات ولكنها أدوار حياتية حقيقية يلعبها أغلبنا دون أن يدري أن لها أهمية كبيرة وتأثير مباشر علي حياتنا وعلي صحتنا النفسية، مشيرة إلى ان أنها ليست أدوارًا ثانوية ولا هي أدوار تدرج في المقام الثاني أو الثالث.. بل تعيش في توازن مع دور خليفة الله في أرضه.
وتنصح السائلة بأن تبدأ أولاً بإعادة النظر في حياتها وتعيد ترتيب أولوياتها. وإن كانت تعتقد أن طموحها العلمي وشغفها المهني يطغي على دورها كزوجة فعليها بإعادة النظر لتحقيق التوازن. ويتحقق ذلك التوازن من خلال إلقاء الضوء على الهدف الأكبر والغاية الأسمى وراء علمها وعملها. عندما تسلط الضوء علي هذه الغاية ستجد أنه من السهل أن تجد طرق جديدة لتحقيق الغاية تكون متوازنة مع باقي أدوارها الحياتية فتقوم بها جميعاً علي أكمل وجه دون نزاع علي الإطلاق.