يسأل أحدهم: إذا عطست في الصلاة ماذا أفعل؟.. ويروى عن كثير من الناس أنهم أثناء الصلاة إذ بأحدهم يعطس، فيشمته آخر، أي يقول له «يرحمك الله»، وهو أمر رغم بساطته إلا أنه يحتاج لوقفة لمعرفة كيفية التصرف في مثل هذه المواقف، التي قد تبطل الصلاة برمتها..
فهل إذا عطس المصلي، يشرع له أن يحمد الله أو لا؟.. في ذلك أقوال متباينة للعلماء، فمنهم من قال يحمد الله في نفسه ولا يحرك به لسانه، ومنهم من قال ولا في نفسه، ومنهم من قال يحمد الله ويحرك به لسانه بحيث يسمع نفسه، بينما أثبتها آخرون بأنه يشرع له أن يحمد الله سواء كان في الصلاة فرضا أو نافلة.
تشميت العاطس في الصلاة
أما عن تشميت العاطس في الصلاة، فإن كل العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز تشميت العاطس في الصلاة أبدًا، والدليل على ذلك حديث معاوية بن الحكم السلمي، إذ قال: «بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجلعوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني، وإنما قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان؟ قال: فلا تأتهم، قلت: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم».
اقرأ أيضا:
هل يجوز للمرأة تنظيف الحواجب؟ (الإفتاء تجيب)رحمه الله
لكن بعض العلماء ومنهم الإمام الشافعي رحمه الله، أجاز أن يردد المصلي بخصوص العاطس (رحمه الله)، أي بهاء الغيبة لئلا يكون فيه خطاب آدمي، لكن بالتأكيد يأتي اهتمام الناس بتشميت العاطس، لأنها إحدى الآداب الطيبة التي علمنا إياها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فقد يقع البعض في خطأ تشميت العاطس أثناء الصلاة، ومن ثم فإنه من أهم آداب العطس أن يحمد العبد الله تعالى عند العطاس، وتشميت العاطس، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله، ويصلح بالكم».
