تبين مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الأسرية والتربوية أن العصبية والعند من أشد الصفات السلوكية حدة وتؤثر علي صاحبها سلباً لما لها من تأثير غير محمود علي علاقاته الشخصية والأسرية.
وتضيف: يعتقد البعض أن ولد عصبياً، وكأن الله أراد له تلك الحياة ولم يضع له اختياراً. ولكن الحقيقة هي أن العصبية قرار، لأن الله خلقنا أحرار. فحرم كافة المخلوقات من نعمة العقل والتمييز وسلبهما حرية القرار ومنّ بكل هذا علي الإنسان. ولهذا علينا أن نحمده سبحانه وتعالي علي هذه النعمة العظيمة وكذلك أن نتدبر معني هذه المسئولية الكبيرة.
وتوجه حديثها لمن تتمكّن منه العصبية وأحثّه علي الصبر والاستعانة بالله تعالي وأن يذهب إلي الله تعالي داعياً بأن يحرر قلبه من أي عند أو تشبث برأي غير نافع وغير مفيد وأن يُلزم نفسه باحترام من حوله وألا يتعصّب علي أقرب المحيطين به حتي لا يؤذيهم نفسيّاً ويحمّلهم ضغوطاً نفسية هم في غني عنها.
وتنصح الأخت السائلة بأن تعطي اهتماماً لاحتياجات زوجها النفسية والعاطفية. ولهذا أحثها علي أن تأخذ هي الخطوة الأولي للإصلاح بشكل غير مباشر. ويكون ذلك عن طريق دراستها لما يثير عصبيته ويجعله يقع تحت ضغط نفسي وأن تبتعد عنه أو تغيّر من طريقتها في التعامل مع هذا الأمر.
وتستطرد: علي الزوجة أن تجعل الزوجة يري منها تفهّماً واحتراماً وتقديراً. وكذلك أنصح بعدم التوغل في جدالات غير مُجدية وأن تعطي له مساحة كافية حتي يهدأ إذا تمكنت من العصبية، وأن تمتنع تماماً عن انتقاده والتعليق المستمر علي تصرفاته الغير مرضية بالنسبة لها. وإنما عليها الصبر حتي يهدأ ثم تذهب لتحدثه بهدود وتذكّره بأهمية الود والتفاهم في التعامل فيما بينهم. فهي إن استثمرت في علاقتها به بهذا الشكل، كانت له قدوةً سيحتذي هو بها دون أن يشعر وبدون مجهود مباشر منها وعندها ستجد السكينة تعود مجدداً لهذا البيت بإذن الله.