بين كل لحظة وأخرى يخرج علينا من يحاول تشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم ويهدف هؤلاء إلى إثارة أمور لا تمت للواقع بصلة يستهدفون من وراء ذلك تمييع وضع النبي عند قليلي الثقافة ضعيفي الإيمان.

قدر النبي صلى الله عليه وسلم:

إن الحديث عن قدر النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني بالضرورة تتبع مناقبه وسرد صفاته وما يمتاز به لكننا نلمح باختصار شديد لأهمية التعرف على شخص النبي صلى الله عليه وسلم الذي زكاه ربه من فوق سبع سموات فقال: وإنك لعلى خلق عظيم.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المجتبى المطهر المزكى والذي بلغ الكمال البشري فى أخلاقه التي اتفق عليها حتى أعداؤه فقد كانوا يلقبونه بالصادق الأمين.

وقد بلغ من ثقتهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا وهو الاعداء يضعون أماناتهم  عندهم وهم على ثقة تامة بأنها محفوظة ومردوة إليهم وقت طلبهم..

فنبي هذا شأنه عند ربه وعند أعدائه .. كيف يكون حاله بين أصحابه ومحبيه؟!

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محبوبا بين أصحابه وقد أسرف الصحابة فى وصف كماله وتوقيره والدفاع عنه فى مواجهة المعادين له ولدعوته التى ملات الدنيا امنا وسلاما  وعدلا بعد ما ملئت الأرض بالدماء والظلم والاعتداء، وبهذا فقد استحق الصحابة الكرام الثناء الجميل في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة لِمَا بذلوه في نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والدفاع عنه، حتى كان الواحد منهم يفدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه وماله وأهله وولده، ولا يقبل أن يصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأدنى سوء.

حق النبي على محبيه:

وكما قرر العلماء أن الدفاع عن النبي وتوفيرها والذب عنه من أوجب الواجبات القيام بما تقتضيه شهادة أن محمدًا رسول الله، من الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - وتصديق خبره، وطاعة أمره، وتوقيره وتعزيره بنصرته ونصرة سنته، وأن يكون - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى المسلم من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، وذلك لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ) رواه مسلم .

نماذج لتوقير النبي والدفاع عنه:

امتلأت كتب السير والمغازي بعشرات المواقف التى تسجل توفير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين للنبي صلى الله عليه وسلم ومن هذا ما جاء في غزوة أحد لما تكالب المشركون عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ انتدب من أصحابه من يكفيه المشركين، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من يردهم عنا وله الجنة ـ أو هو رفيقي في الجنة ـ ) رواه مسلم، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ : ( اهجُ قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل ) رواه البخاري ). وقال له : ( اهجهم وجبريل معك ) رواه البخاري ..( اهجهم ) : اذكر عيوبهم بشِعْرك يقول الحافظ ابن حجر : " وفي الحديث جواز سب المشرك جوابا عن سبه للمسلمين, ولا يعارض ذلك مطلق النهي عن سب المشركين لئلا يسبوا المسلمين، لأنه محمول على البداءة به, لا على من أجاب منتصرا " .

فضل الدفاع عن رسول الله:

والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم له فضل كبير بل هو أمارة الإيمان  وفيه دليل على تحقيق كلمة التوحيد التى وشهادة الاسلام أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

ومما ورد فى فضل الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه ما جاء عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول لحسان : ( إن روح القدس لا يزال يؤيدك ، ما نافحت (دافعت) عن الله ورسوله ) رواه مسلم، فكان حسان ـ رضي الله عنه ـ يهجو كفار قريش الذين كانوا يسبون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويلمزونه، وكان شعره أشد عليهم من بعض سهام وسيوف المسلمين، وفي ذلك بيان لأهمية الذب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ باللسان والبيان.

كيف تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

المسلم لا وعجزه وسيلة للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو  يدافع عنه بكل قوته ولا يعدم وسيلة ممكنة الا واستخدمها فى مواجهة  التطاول على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أصبح ظاهرة متكررة بين الحين والآخر.

ويبقى السؤال كيف تدافع عن رسول الله صلى الله؟

ويمكن ذكر بعض الوسائل التي بها يدافع المسلم عن حبيبه ونبيه صلى الله عليه وسلم ، ومنها:

التعرف على سنته.

التجديد الثقة فيه.

نشر فضائله.

التخلق بأخلاقه.

تعظيم شأنه.

تعريف الناس به .

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فى نشر سيرته.

عمل كتيبات صغيرة تبين قدر النبي.

عدم الاقتصار على الوسائل التقليدية كالخطب والمواعظ بل استخدامها مع غيرها فى مواجهة المغالطات التى ينشرها أعداء الإسلام وليعلم أن من يفعل هذا أنه يدافع عن عقيدة هي أغلى عنده من حياته، وفي ذلك امتثال لأمر الله تعالى بالدفاع عن نبيه ـ صلى الله عليه وسلم - ومناصرته وحمايته من كل أذى يراد به ويكال له.