من أشهر حوادث التاريخ في العالم القديم، انهيار سد مأرب، ويكفي لتأريخ هذه الواقعة ما ذكره الله تعالى في كتابه وجعل سورة بكاملها عن تشير إلى هذه الأحداث " سورة سبأ"، حيث كان مسرح الأحداث، ووقع الكفر بالنعم فكان العقاب من الله.
قصة عجيبة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قي قوله تعالى:" لقد كان لسبأ في مساكنهم آية".. قال: كانت لا تنقطع عنهم جنتهم شتاء ولا صيفا فكفروا ما أنعم الله عليهم فأرسل عليهم سيل العرم فسلط على الردم الذي بنوه جرذا- فأرا- له مخاليب وأنياب من حديد.
فأول من علم بذلك عبد الله بن عامر الأزدي فانطلق نحو الردم فرأى الجرذ يحفر بمخاليب من حديد ويقرض بأنياب من حديد.
فانصرف إلى أهله فأخبر امرأته وأراها ذلك وأرسل إلى بنيه فقال هل ترون ما رأينا قالوا نعم قال فإن هذا الأمر ليس لنا إليه سبيل ونفدت الحيل فيه لأن الأمر لله وقد أذن في هلاكه.
فأتى بهرة والجرذ يحفر ولا يكترث بالهرة فلما رأت الهرة ذلك ولّت هاربة.
فقال عبد الله: احتالوا لأنفسكم قالوا يا أبت كيف نحتال قال إني محتال لكم بحيلة.
قال فدعا أصغر بنيه ثم قال له : إذا جلست اليوم في المجلس وكان الناس يجتمعون إليه وينتهون إلى رأيه فإذا اجتمعوا أمرت أصغركم بأمر فليغفل عنه فإذا شتمته فليهم إلىّ فليلطمني ولا تتغيروا أنتم عليه .
وتابع في وصف خطته : فإذا رأى الجلساء أنكم لم تتغيروا على أخيكم لم يجسر أحد منهم أن يتغير عليه فأحلف أنا عند ذلك يمينا لا كفارة لها ألا أقيم بين أظهر قوم قام إلىّ أصغر بنيّ فلطمني فلم يتغيروا عليه لذلك.
قالوا:نفعل فلما راح الناس إليه أمر ابنه ببعض أمره فغفل عنه ثم أمره فغفل عنه فشتمه فقام إليه فلطم وجهه فعجبوا من جرأة ابنه فنكسوا رؤوسهم وظنوا أن ولده يتغيرون عليه.
فلما لم يتغير أحد منهم قام الشيخ فحلف أن يتحول عنهم ويستبدلوا بداره فلا يقيم بين أظهر قوم لم يتغيروا على ابنه.
فقام القوم معتذرين وقالوا إما كنا ظننا أن ولدك لا يتغيرون فذلك الذي منعنا قال قد سبق منى ما ترون وليس إلى غير التحويل سبيل.
فعرض ضياعه على البيع وكان الناس يتنافسون فيها واحتمل بثقله وعياله فتحول عنهم فلم يلبث القوم إلا قليلا حتى أتى الجرذ على الردم فاستأصله فلم يفاجئ القوم ليلة بعدما هدأت العيون إذا هم بالسيل قد أقبل فاحتمل أنعامهم وأموالهم وخربت ديارهم.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟